بقلم : عماد الدين أديب
يبدو أنه من الصعب بمكان فى هذا الزمن أن يفكر الإنسان بصوت عالٍ، ويطرح اجتهاداً يحتمل الصواب أو الخطأ.
كل إنسان، فى أى زمان ومكان، يؤخذ منه ويردّ عليه.
كل فكرة قابلة للمناقشة، وكل إنسان قابل للمساءلة، ولا يوجد مَن يمتلك الامتياز الحصرى للصواب.
للأسف كل منا يرى نفسه صاحب الصواب المطلق، ولا يرى أن هناك أى إمكانية -ولو نظرياً- أن يكون هناك بعض الصواب لدى مَن يخالفه الرأى.
نحن نعيش عصر «القوالب المغلقة» وليس عصر «المناهج المنفتحة».
القالب يجعلك أسيراً، أما المنهج فيجعلك قابلاً للأخذ والرد والإضافة، والتصحيح الذاتى، والاستفادة من رؤى وخبرات وأفكار مَن يعارضونك.
وأزمة الرأى العام للنخبة فى مصر أن يعيش تحت سقف منخفض للغاية من بعض «المسلّمات اليقينية» تجعله أسيراً لبعض القوالب الجامدة والمنغلقة غير القابلة للتطوير.
لم تعد لدينا القدرة على مجرد الاستماع أو التفكير فى رؤى أو طروحات جديدة.
أسهل شىء على العقل الكسول هو «قولبة» الأشياء، و«تصنيف البشر»، والاعتقاد الجازم والنهائى بأنه وحده دون سواه الذى يملك الحق المطلق.
استمع، فكّر، تدبّر، ناقِش، ثم كوّن رأيك بحرية.. لا تنغلق.
نقلاً عن الوطم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع