توقيت القاهرة المحلي 09:51:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ارحموا «أهل النت» يرحمكم من فى السماء!

  مصر اليوم -

ارحموا «أهل النت» يرحمكم من فى السماء

بقلم : عماد الدين آديب

كشفت مسألة انتشار فيروس كورونا فى العالم كله مسألتين:

الأولى: هشاشة إدارة الأزمات على مستوى العالم.

الثانية: ضعف قدرات النظام الصحى العالمى فى القدرة، والتمويل، والإمكانيات.

وفى عالم ما بعد «كورونا» سوف تسقط رؤوس، وسوف تتغير إدارات، وسوف تسقط أحزاب، وسوف يعاد النظر كلياً فى النظام الصحى العالمى.

وفى علوم الإدارة هناك علم إدارة الأزمات، وبداخل هذا العلم هناك تخصص نوعى هو علم إدارة أزمات الكوارث الطبيعية.

ويكفى أن نعرف أن أكثر من 40٪ من أزمات العالم فى العقود الأخيرة ترجع إلى الكوارث الطبيعية مثل السيول بالدرجة الأولى، ثم الحرائق، ثم الأوبئة والفيروسات، وتليها الأزمات الناشئة عن انقطاع المياه أو الكهرباء، وأخيراً انقطاع وسائل التواصل مثل الهواتف والإنترنت.

وتعريف إدارة الأزمات هو «وجود تهديد قد يلحق الأذى بالدولة أو الأشخاص أو الممتلكات أو قد يؤدى إلى تعطيل سير العمل أو انتظام الحياة الطبيعية لمجتمع أو هيئة أو شركة».

وتحتاج عملية إدارة الأزمات إلى خطة تصبح هى المرجعية، تتضمن المبادئ، وقواعد الحركة، وهيكل المسئوليات، وكافة المعلومات الأساسية التى يتم تدعيمها أولاً بأول بآخر التفاصيل.

وفى حال إدارة الكوارث فإن أهم هدفين هما: السيطرة عليها، وتخفيف الأضرار إلى أدنى حد ممكن.

وأهم مبدأ فى إدارة الأزمة هو قدرة جهاز ونظام هذه الإدارة على تجنب الأزمة، أى إن أعظم ما فى علم إدارة الأزمات هو منعها إن أمكن أو القدرة على التنبؤ بها مبكراً -إن أمكن- واتخاذ التدابير والمعلومات والوسائل وتدبير الموارد البشرية والإمكانيات اللازمة للتعامل معها.

وفى حال الكوارث الطبيعية، فإن عنصر التنبؤ المبكر يكون من خلال مراكز أبحاث الأرصاد التى يمكن أن ترصد الأعاصير والسيول والزلازل بشكل مسبق بحيث يمكن الاستعداد لها والتعامل معها.

وفى حالة أزمات الكوارث الطبيعية، فإن الحالة تتحول أحياناً إلى إدارة الأضرار، بمعنى أن «قوة أضرار الطبيعة تكون مدمرة وكاسحة للبلاد والممتلكات والبشر، بقدر يصعب تجنبه»، ويصبح المتاح الوحيد لدى جهات إدارة الأزمة هو تخفيف الأضرار بأكثر الوسائل سرعة وكفاءة وإنسانية.

وما يشهده العالم الآن هو مثلث مخيف من الأزمات:

1- انتشار وفاء فيروسى غير معروف إمكانية التعامل معه، سريع الانتشار، لا مصل ولا لقاح له.

2- سوء أحوال الطقس واضطراب مخيف فى المناخ يشمل عواصف وسيولاً وطقساً مخيفاً وفوق القدرة على التحمل.

3- ذعر نفسى، ارتباك إعلامى، إجراءات صارمة غير مسبوقة تخلق جواً من كابوس مالى اقتصادى مع تأثيرات سلبية على أسواق العالم واقتصاداته وأحوال البسطاء.

فى تلك الظروف تُختبر الحكومات والإدارة المحلية ونفسيات المجتمع والمسئولية الاجتماعية ومقدار التكافل الإنسانى.

فى هذا المجال نقول إن أسوأ ما يمكن أن يفعله أى إنسان فى هذا العالم الصعب هو المشاركة فى جريمة ممارسة التشكيك السلبى فى كل شىء، واتباع أسلوب نظرية إشاعة اليأس والسلبية والكآبة فى نفوس المجتمع، فى الوقت الذى نحتاج فيه، فى ظل هذه الأزمة، إلى تعميق الإيمان بالله والوطن وتقديم أى جهد إيجابى للخروج من النفق المظلم لهذا الابتلاء العظيم الذى تواجهه البشرية، خاصة أن ضحايا الإنفلونزا على مر التاريخ أكثر من ضحايا الكورونا، وضحايا السيول هم ضحايا قسوة الطبيعة.

من العار أن يُسخر بعض الناس جهودهم على وسائل التواصل الاجتماعى إلى تعميق اليأس والخوف والذعر، بدلاً من المساهمة فى غرس شمعة ضياء فى هذا الزمن الصعب.

كفى سوداوية، وعدمية، وتصدير كآبة!

«ارحموا من على النت يرحمكم من فى السماء».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارحموا «أهل النت» يرحمكم من فى السماء ارحموا «أهل النت» يرحمكم من فى السماء



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon