هناك مشروع شرير وممنهج لاستدراج مصر إلى صراعات مدمرة تستنزف قدراتها وتعطل الجهود المتسارعة للإصلاح الشامل التى يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى.
مشروع الإصلاح الشامل يأتى من اقتناع الرئيس السيسى بأن «مصر القوية» هى التى «تحارب الفقر بيد، وتحارب الإرهاب بيد أخرى».
المطلوب من أعداء نظام ثورة 30 يونيو 2013 هو أن يستمر الفقر والتخلف فى مصر وأن يستمر الإرهاب ممهداً للفوضى.
باختصار مطلوب لمصر جوع وفوضى، وهذا لا يتم إلا بخلق صراعات ضاغطة على الأمن القومى المصرى، فى وقت يتحسن فيه الاحتياطى النقدى للبلاد، وتتقدم مصر نحو المركز التاسع عسكرياً على مستوى العالم.
مشروع الرئيس السيسى يهدف لبناء مصر القوية من الداخل، والحرص الكامل على عدم «ابتلاع الطعم» الذى يلقى لها إقليمياً ودولياً.
ويزداد المشروع الإصلاحى المصرى حينما يتوحد فى علاقة تحالف بين القاهرة والرياض وأبوظبى والمنامة.
هذا المحور فيه تهديد لمشروعات إقليمية كبرى تتبناها تركيا وإيران وإسرائيل والميليشيات والقوى العميلة لهم.
انظروا إلى الشِراك المنصوبة لاستدراج مصر إلى مواجهات وصراعات تستنزف الأخضر واليابس لها:
1- تهديد وجودى لمصدر المياه الرئيسى من إثيوبيا، وهو مشروع مدعوم من تركيا وقطر.
2- تهديد وجودى لمصدر ثروة الغاز فى البحر المتوسط بواسطة قرصنة تركية بدأت من قبرص واليونان وصولاً إلى سواحل طرابلس بالقرب من المياه الاقتصادية البحرية المصرية.
3- تهديد وجودى لأمن الحدود من جانب الجهة الشرقية فى سيناء بواسطة كتائب بيت المقدس الإرهابية بدعم صريح وتمويل علنى من الدوحة.
4- تهديد وجودى للجبهة الغربية، أى الحدود البرية المصرية - الليبية بالذات فى منطقة الواحات، وذلك بواسطة ميليشيات القاعدة وبقايا داعش التى هُجِّرت من سوريا إلى ليبيا.
وليس خفياً على أحد أن قيادات هذه التنظيمات تعمل بالتنسيق الكامل مع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان بدعم مالى قطرى، ودعم لوجيستى كامل من الجيش التركى الموجود على الأراضى الليبية.
انظروا.. قطر تمول كتائب بيت المقدس، وتركيا فى ليبيا تدعم أعمال القرصنة البحرية التى تنشط فى المتوسط.
يريدون لجيش مصر أن يصل إلى أحراش أفريقيا فى إثيوبيا، وسلاحه البحرى يصل إلى سواحل اليونان وتركيا، وقطعه البحرية عند هرمز وباب المندب فى البحر الأحمر.
يريدون أكبر استنزاف لجيش مصر واقتصادها على 4 جبهات إقليمية فى آن واحد حتى يدفع فاتورة استنزاف من مال وسلاح ودماء، بحيث تصبح أولوية البلاد والعباد ليست الإصلاح الشامل ولكن المواجهة الشاملة.
كل دولار تنفقه مصر فى علاج الكبد الوبائى، أو إسكان العشوائيات، أو خلق فرص عمل، مطلوب أن يتوجه إلى مشروع استدراج مصر لمواجهات مع تركيا وقطر وميليشيات الإرهاب.
هناك محاولات مستميتة لا تهدأ، ولن تهدأ، لإيقاف أى تقدم فى الاقتصاد المصرى.
كل تقرير إيجابى فيه شهادة إشادة للاقتصاد المصرى من صندوق النقد والبنك الدولى يزعج هؤلاء، وكل تطور فى تصنيف مصر الائتمانى من قبل هيئات مثل: «موديز» و«فيتش» و«ستاندرد آند بورز» هو بمثابة كابوس مخيف لهم.
هذه معركة ضبط أعصاب وحسن إدارة للأزمة يجيدها الرئيس السيسى، اطمئنوا.