بقلم عماد الدين أديب
قد يسأل سائل غير متابع لشئون الأوضاع فى المنطقة: لماذا تحتاج مصر إلى تدعيم نظامها التسليحى بهذا الشكل القوى والمتسارع أكثر من أى وقت مضى؟
للإجابة عن هذا السؤال علينا أن نقوم بتقدير للموقف العسكرى وشكل الصراعات فى المنطقة:
أولاً: لدينا حرب طاحنة فى اليمن بين طرفين أحدهما مدعوم من المعسكر الإيرانى ويهدد أمن السعودية، ويضع منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب فى خطر شديد مما يؤثر بشكل مباشر على الملاحة فى قناة السويس.
2- هناك حرب أهلية فى سوريا تهدد بوقوع البلاد، إما تحت سيطرة قوى داعش الإرهابية أو قوى الحرس الثورى الإيرانى أو تحت رحمة تدخل تركى محتمل يضاف إلى الوجود العسكرى الروسى فى قاعدة باللاذقية وطرطوس.
3- إن العراق الآن أصبح محافظة إيرانية تتبع النفوذ الإيرانى وتخاض فيه حرب طائفية يدعمها النظام الحاكم لصالح الشيعة.
4- إن كلاً من سوريا والعراق منطقة عمليات جوية منفلتة بطيران التحالف الغربى والطيران الحربى الروسى.
5- إن وجود ميليشيات إرهابية تكفيرية من 88 دولة يهدد سلامة المنطقة بأسرها.
6- إن ليبيا التى لديها أكبر حدود مشتركة مع مصر أصبحت دولة شبه فاشلة غارقة فى حرب أهلية وقبلية مدعومة من دول معادية للأمن القومى المصرى من خلال شبكات إرهابية تكفيرية معادية ومن خلال مخازن تسليح مدججة بأطنان من الأسلحة بدءاً من الرشاش الخفيف حتى الصواريخ طويلة المدى والأسلحة الكيماوية.
إن أمن مصر المائى مهدد بخطر عظيم من نظام أديس أبابا الذى على استعداد لفعل أى إجراء بما فيه العمل العسكرى لاستمرار بناء السدود.
يضاف لذلك كله الوضع السكانى المتفجر فى غزة على الحدود المصرية الذى يضع أمن سيناء دائماً فى حالة خطر شديد.
ولا يخفى الوضع الحالى فى سيناء الذى يعتبر بمثابة حرب يومية ضد تيار الإرهاب التكفيرى.
يضاف لذلك كله مسئولية جيش مصر فى حماية حدودها من مرسى مطروح إلى الفرافرة، ومن الحدود المشتركة مع السودان، وصولاً إلى حدود مصر المشتركة مع إسرائيل وفلسطين وتأمين الحدود البحرية فى البحرين المتوسط والأحمر.
هذا كله يستلزم وصول جهوزية القوات المسلحة إلى مستوى الصراعات فى المنطقة والتمكن من وجود كافة أدوات الاستطلاع والرقابة والردع لأى أخطار محتملة وما أكثرها حولنا هذه الأيام.