توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طلبة المدارس يحكمون المستقبل

  مصر اليوم -

طلبة المدارس يحكمون المستقبل

بقلم : عماد الدين أديب

أرجو أن يتنبه كل من يدير السياسة فى عالمنا العربى لحقيقة التركيب السكانى وقياس درجة الوعى والثقافة الوطنية للأجيال المقبلة.

أكثر من 63٪ من سكان العالم العربى تحت 30 سنة، وأكثر من 40٪ تحت سن الـ 16 سنة.

هؤلاء يعاصرون عالماً مختلفاً عن ذلك الذى عايشه الآباء والأمهات والأجداد والجدات.

هؤلاء جيل امتزاج ثورة الاتصالات بالإعلام الحديث بالحدود المفتوحة، فى عالم الخبر اللحظى فى ظل ثقافة الإنسان العالمى الذى يتأثر بثقافة الأقوى الخارجى وليس الأضعف فى الداخل!

هذا الجيل يعيش فى عالم مأزوم اقتصادياً، منفتح إعلامياً، مرتبك فكرياً، متقلب نفسياً، متطرف دينياً، تهاجمه بقوة أفكار شعبوية غائبة مع عودة لفلسفات العنصرية والتميز.

هذا عصر الاحتجاجات الاجتماعية من (أوكرانيا إلى روسيا) ومن هونج كونج إلى باريس، ومن تونس إلى الجزائر، ومن الخرطوم إلى بيروت.

هذا هو جيل العرب الذى فقد الثقة فى الكثير من نخبته السياسية وخرج يطالب بإسقاط أنظمته وفقد الثقة فى قدرة حكوماته على تأمين مستقبل مشرق له.

حينما تعجز «الدولة» عن أن تكون دولة الرعاية من ناحية ودولة العدل والإنصاف من ناحية أخرى تفقد مصداقيتها عند ملايين الشباب.

ومن يتابع بدقة المكون الديموغرافى للمتظاهرين فى عالمنا العربى مؤخراً سوف يلاحظ الارتفاع المطرد لوجود المرحلة السنية من 13 إلى 18 سنة، أى إننا نتحدث عن تلامذة المدارس الإعدادية والثانوية أو من هم مقيدون فى الأعوام الأولى من الجامعة على أقصى تقدير.

والمظاهرات التى اجتاحت بيروت وصيدا وطرابلس خلال الـ 48 ساعة الماضية من طلاب المدارس تحمل رسائل صريحة واضحة تقول:

1- نحن أصحاب المستقبل القريب لذلك نطالب بتأمين مجتمع يضمن سوق عمل مقبول.

2- لا يمكن أن يتغرب أهلنا فى دول الاغتراب (الخليج - أفريقيا) من أجل تأمين مصروفات تعليمنا ويبعدون عنا فى أدق مراحل حياتنا ثم نخرج إلى سوق عمل طارد لا وظيفة فيه.

3- لا نريد بعد أن حُرمنا من أهلنا ونحن تلاميذ أن نهاجر إلى الخارج بعد التخرج طلباً للرزق فنحرم مرة أخرى من أهلنا وهم فى سن التقاعد!

4- التعليم لدينا متخلف ولا علاقة له بالتطور العلمى الحالى ولا بمتطلبات قانون العالم المتقدم.

نحن أمام عالم جديد، بقواعد متسارعة، فوق قدرة العقول التقليدية الجامدة الفاقدة لقوانين المستقبل المذهل الذى تجاوز مدارس التفكير الماضوية التى عفا عنها الزمن!

باختصار.. أصحاب المصالح فى مجتمع ما بعد 7 أو 10 سنوات بدأوا من الأمس فى تحديد شروطهم ورسم صورة عن مستقبلهم من الآن.

لذلك نقول للحكام: أنتم لا تتعاملون مع جيل ما قبل الأمس أو الأمس، ولكن أنتم أيضاً تتعاملون مع الجيل الأصعب والأكثر شجاعة.. إنه جيل الغد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طلبة المدارس يحكمون المستقبل طلبة المدارس يحكمون المستقبل



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon