بقلم : عماد الدين أديب
النفاق فى اللغة هو: إظهار المرء غير ما يبطن.
والنفاق فى الشرع هو: إظهار الإيمان وإبطان الكفر، أى الذى يستر كفره ويظهر إيمانه.
واللفظ مأخوذ من «النافقاء» ويقال نافق ينافق منافقة ونفاقاً، وهو مأخوذ من النافقاء أى أحد جحرى حيوان اليربوع، أى إذا حوصر فى جحر هرب من الجحر الآخر.
والخطوة الأولى فى فعل النفاق هى الكذب، حتى يصل إلى الخيانة لأن المنافق يقول ما لا يفعل، ويفعل ما يبطن.
وفى سورة البقرة يتضح وصف الكفار بأنهم يخادعون الله والمؤمنين، وأنهم يفسدون فى الأرض بكفرهم ومعصيتهم.
وآفة مشاكل الحياة السياسية فى عالمنا العربى منذ الدولة الأموية، وظهور نظم الحكم والدواوين الحكومية وهياكل السلطة وتراكم الثروات وعلاقة السلطة بالثروة هى حالة النفاق السياسى.
النفاق السياسى هو نفاق المحكوم للحاكم بهدف الحصول على مكاسب شخصية لنفسه.
وهناك نوع آخر لا يقل خطورة، وهو نفاق الحاكم للمحكومين، وهو حينما يقول الحاكم للمحكومين ما يريدون سماعه ويسعى لتخديرهم ودغدغة مشاعرهم بهدف استمالتهم بأى ثمن بصرف النظر عن إيمانه بما يقوله لهم أو قيامه بتحويل الوعود إلى أفعال.
والنفاق السياسى مجالاته متعددة تبدأ بحوار الغرف المغلقة، إلى وسائل الإعلام العلنية، إلى المؤتمرات والندوات السياسية، ويكثر ذلك فى زمن الأزمات أو الصراعات أو الانتخابات بكافة مستوياتها.
وأذكر أن المخرج العالمى «إنجمار برجمان» قال فى أحد الحوارات بين أبطاله عبارة تاريخية خالدة، حينما دار الحوار بين طفل وزوج أمه، وجاء الحوار على النحو التالى:
- زوج الأم: ألا تعرف يا بنى أن الكذب حرام؟
- الطفل: نعم يا سيدى.
- زوج الأم: إذاً لماذا كذبت علينا؟
- الطفل فى براءة: لأننى أخشى عقاب أن أقول الصدق.
نقلًا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع