توقيت القاهرة المحلي 13:08:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس بالرئيس وحده تُحكم أمريكا

  مصر اليوم -

ليس بالرئيس وحده تُحكم أمريكا

بقلم : عماد الدين أديب

يلعب الرئيس فى النظام السياسى الأمريكى دوراً رئيسياً، فهو رئيس السلطة التنفيذية، ولديه سلطة إعلان الحرب، وإعلان حالة الطوارئ، وعقد المعاهدات، وإقرار وتجميد الميزانية العامة للدولة، لكن ذلك كله مقيَّد بالسلطة التشريعية، وأحكام المحكمة الدستورية العليا، والدستور، والرأى العام.

الرئيس فى «واشنطن» قوىّ، ولكن ليس صاحب سلطة متفرّدة أو مطلقة.

إذن فالقرار فى «واشنطن» لا يصنعه رجل واحد مهما كان نفوذه أو تأثيره أو شعبيته.

هنا فقط لا بد من التحذير بأنه من الخطأ أن يتعامل بعض حكام الشرق الأوسط مع العلاقات بين بلادهم والولايات المتحدة الأمريكية بأنه يكفى فيها أن تكون مقتصرة على علاقة شخصية بينهم وبين الرئيس الأمريكى وحده.

العاصمة الأمريكية مثل طنجرة طهو تحتوى على عناصر متعددة ومختلفة.

الدرس التاريخى الذى لم يتعلمه العرب حتى الآن أنهم يعتقدون أنه إذا كسبنا الرئيس الأمريكى وحده، فإن ذلك يعنى أننا كسبنا وضمنا علاقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية.

هذه هى أبجديات العلاقة مع الولايات المتحدة، ولكن تصبح المسألة أكثر صعوبةً وتعقيداً إذا تعامَلنا مع رئيس مثل الرئيس دونالد ترامب الذى يتصف حُكمه الآن بالآتى:

1- أنه رئيس ضعيف التأثير على «الكونجرس»، رغم أن حزبه لديه أغلبية مريحة للغاية فى مجلسَى الشيوخ والنواب.

2- أنه رئيس يعانى فضائح سياسية تكاد تعصف به، إلى درجة العزل السياسى، أو -فى أفضل الحالات- سوف يُكمل فترته الرئاسية الأولى فى حالة ضعف سياسى، واحتمالات فوزه فى المدة الرئاسية الثانية ضعيفة للغاية.

3- أنه يعيش حالة من الارتباك والتصادم السياسى مع مؤسسات الدولة الرئيسية، بدءاً من مساعديه فى البيت الأبيض، إلى الخارجية، إلى وكالة الاستخبارات، إلى مكتب التحقيقات الفيدرالى، إلى وزارة العدل.

4- أن علاقته بالإعلام الأمريكى تكاد تكون أسوأ علاقة بين رئيس ووسائل إعلام فى العصر الحديث، إلى حد أنه أصبح صاحب أدنى معدل شعبية لرئيس فى التاريخ الأمريكى قُبيل انقضاء عامه الأول.

هذا كله يدفعنا إلى التوصّل إلى الحقيقة المؤلمة أن «ترامب» هو رئيس لا يمكن الرهان عليه على المدى المتوسط أو البعيد.

وهذا كله يدفعنا إلى الاستعداد للتعامل مع المصالح الأمريكية بشكل مؤسساتى، وعدم الاقتصار على الرهان على رئيس غير مضمون بقاؤه، ولا يمكن التعويل على وعوده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس بالرئيس وحده تُحكم أمريكا ليس بالرئيس وحده تُحكم أمريكا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon