توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف سيسير التفاوض الإماراتى - الإسرائيلى؟

  مصر اليوم -

كيف سيسير التفاوض الإماراتى  الإسرائيلى

بقلم: عماد الدين أديب

يسافر يوم الأربعاء المقبل 15 سبتمبر وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبدالله بن زايد، على رأس وفد رفيع المستوى لحضور توقيع اتفاق السلام الإماراتى - الإسرائيلى بضمانة ومشاركة الولايات المتحدة الأمريكية.

من المتوقع أن يستضيف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الوفدين الإماراتى والإسرائيلى فى احتفال كبير بالبيت الأبيض.

سيمثل الشيخ عبدالله الإمارات، وسيمثل إسرائيل رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، مع مشاركة وفد إسرائيلى رفيع المستوى، وحضور أهم الشخصيات السياسية والدبلوماسية فى واشنطن للمشاركة فى أول اتفاق سلام فى الشرق الأوسط بين دولة عربية وإسرائيل منذ 26 عاماً.

وتدور الآن اتصالات جادة من أجل إتمام مفاوضات بين بنكى «هابوعالم» (أسسه اتحاد الهستدروت، أى اتحاد العمال الإسرائيلى) 1921، وبنك «ليومى الوطنى»، تأسس عام 1902، وهما من أكبر البنوك الإسرائيلية، للقيام بمفاوضات مع مصارف إماراتية بهدف التعاون بين البلدين.

وتنقل مصادر إسرائيلية أنها تتوقع أن يبلغ حجم التعاون بين الإمارات وإسرائيل فى السنوات الثلاث المقبلة ما بين 4.5 إلى خمسة مليارات دولار.

وعقلية صناع القرار فى أبوظبى، وتل أبيب، وواشنطن، إن اختفلت فى أمور عديدة، فهى تتفق فى كونها «عملية وبراجماتية وسريعة الإيقاع فى الحركة والإنجاز».

منذ أسبوعين فقط تحركت أول طائرة نحو أبوظبى وعلى متنها وفد إسرائيلى التقى القيادة السياسية علناً فى أبوظبى، وبدأ التعاون فى مجال البحث عن علاجات وأمصال لفيروس كورونا.

ويعتقد أنه من الممكن أن يكون هناك تعاون بالغ الأهمية فى أنظمة الاتصالات والبرمجيات، وهى نقطة اهتمام وتميز لدى تل أبيب وأبوظبى.

هنا قد يسأل البعض: لماذا سرعة الإيقاع فى الاتصالات، والسعى إلى الاتفاقات؟

المسألة ببساطة تبدأ بالفهم التاريخى لطبيعة أى بدء لعلاقات بين بلدين كانا فى خندقين متضادين لا يربطهما أى رصيد من التعاملات، ولا تراكم من الثقة المتبادلة.

فى مثل هذه الحالات، تبدأ مجموعة من الخطوات الصغيرة على مستويات تنفيذية مختلفة للتعرف على أسلوب كل طرف فى المعاملات، ومصداقيته فى التعامل، وفهم ظروف وقواعد التعامل، والإجراءات التى يمكن أن تدفع بالإنجاز الفعال.

ومصادر أبوظبى ترى أنها لا تتصرف من منظور من يرتكب «إثماً سياسياً»، بل تشعر بفخر أنها استطاعت أن تحصل على وعد تعاقدى ملزم من إسرائيل بضمانة ومشاركة أمريكية بتجميد عملية الضم والاستيطان للأراضى الفلسطينية، ما قد يفتح الباب لتحطيم جمود المفاوضات بين الطرفين الفلسطينى - والإسرائيلى.

وخبرة التعامل التفاوضى فى السياسة والبزنس للإماراتيين ينقلها مصدر عربى يقيم فى الإمارات منذ أكثر من 35 عاماً بقوله:

1- الإماراتى، مفاوض واضح وشفاف ومباشر وغير مراوغ، وبالتالى هو يتوقع المعاملة بالمثل.

2- الإماراتى، دقيق وحذر فى إبرام الاتفاقات وحازم للغاية إذا شعر بأى نوع من المماطلة أو المراوغة أو محاولات الاستذكاء عليه.

3- الإماراتى، عملى وبراجماتى وواقعى ويؤمن بأن الاتفاق الناجح القابل للتطبيق هو الذى يحقق المصالح المتبادلة المتوازنة للطرفين.

4- الإماراتى، لا يشعر بالحرج من مكاشفة الطرف الآخر بأخطائه أو محاولات تلاعبه بسير المفاوضات، رغم تحليه بالصبر الاستراتيجى فى مناقشة التفاصيل الدقيقة، فهو قادر أن يجمد أو يلغى المفاوضات فى أى لحظة إذا شعر بما يؤكد له عدم جدية أو الرغبة فى التلاعب من الطرف الآخر.

والذى يعرف الطبيعة الشخصية لولى عهد أبوظبى، الشيخ محمد بن زايد، والشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية، والدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشئون الخارجية، ومعالى السفير يوسف العتيبة، سفير الإمارات بواشنطن، الذين شاركوا فريقاً من الخبراء والمستشارين فى مسألة إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل، سوف يتأكد تماماً أن هؤلاء لا يمكن لهم فى أى مرحلة من المراحل وتحت أى ظرف من الظروف أن يوافقوا شفهياً أو كتابة على أى حرف لا يريده المفاوض الفلسطينى.

ما سيحدث فى واشنطن ليس مجرد توقيع واحتفالية، لكنه إرساء لمبادئ، وتحديد لخطوات تنفيذية تحقق نص روح الاتفاق، وتخلق وضعية استثنائية لدولة الإمارات داخل المؤسسات الأمريكية تمكنها من تحقيق مصالحها العليا كدولة، والتأثير القوى كلاعب إقليمى قوى فى ملفات الصراعات فى المنطقة؛

أولها الصراع العربى - الإسرائيلى، وبعدها تأتى ملفات الدور الإيرانى فى المنطقة، والعبث التركى فى شرق المتوسط وسوريا والعراق.

وإذا كان يوم 15 سبتمبر 2020 هو يوماً إيجابياً فى تاريخ الإمارات وأنصارها من دول وقوى الاعتدال العربى، فهو بلا شك يوم أسود لدى أنقرة والدوحة وطهران وقوى الإرهاب التكفيرى فى المنطقة.

هذا هو ثقل الاختراق الإماراتى الذى سيتم توقيع بنوده الأربعاء المقبل بإذن الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف سيسير التفاوض الإماراتى  الإسرائيلى كيف سيسير التفاوض الإماراتى  الإسرائيلى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon