قصة معالى تركى آل الشيخ رئيس جهاز الرياضة والشباب السعودى ورئيس الاتحاد العربى مع النادى الأهلى قصة مؤلمة ومحزنة للغاية.
القصة ليست خلافاً إدارياً بين الرجل الذى تم اختياره من قبل مجلس إدارة النادى الأهلى رئيساً شرفياً له وبين إدارة هذا النادى والقائمين عليه ولكنها قصة محبطة توضح التخبط وسوء الإدارة وغياب الإرادة واهتراء النوايا».
ويبدو أن القائمين على النادى كانوا يرغبون فى تحقيق المعادلة التالية وهى:
«منح تركى آل الشيخ الرئاسة الشرفية للنادى مقابل أن ينفق بسخاء على النادى».
وكما يقال «ومالوا» ولكن مثل هذه الأمور لها قواعد متعارف عليها فى العالم:
1- لا إنفاق بدون مبرر.
2- لا إنفاق من منطق أن الرجل يجلس على بئر من النفط أو منجم من ذهب وكأنه لا يخشى على نفسه من الفقر.
3- لا يجوز طلب المعروف من الرجل ثم العدول عنه مثل دعم لاعب ثم الرجوع عن القرار، اختيار مدرب ثم التراجع عنه، أو شركة ملابس رياضية عالمية ثم إلغاء الاتفاق لأسباب مجهولة.
إنه منطق «ادفع بالتى هى أحسن» دون أن تفهم أو تسأل أو تغضب!
4- المفهوم فى هذه الأمور أن أى مؤسسة رياضية يكون لديها قائمة مطالب (أى تكاليف) ولديها مصادر دخل (إيراد) وإذا كان هناك عجز بين النفقات والإيرادات يتم البحث عن بدائل للوصول إلى نقطة التوازن المالى.
5- قائمة المطالب لم تقدم للرجل بشكل إدارى ومؤسسى سليم ولا تحتوى دراسات مالية للتكلفة والإيراد.
باختصار تم التعامل مع الرجل بطريقة وصفها تركى آل الشيخ وكأنه «شوال أرز» وهى طريقة مهينة للرجل والنادى والرياضة ومصر.
على البعض منا أن يخرج من حالة التعالى الممزوجة بالفهلوة المعجونة بالجشع مع أمراء وشيوخ وأثرياء الخليج وذلك للأسباب التالية:
أولاً: لأن هذا أسلوب غير أخلاقى.
ثانياً: لأن ذلك مضاد لقواعد البيزنس السليم القائم على الشفافية والمصارحة والانضباط.
ثالثاً: لأن ذلك مدمر لسمعة الاستثمار فى مصر.
رابعاً: لأن دول الخليج الآن لديها من الطاقات والخبرات الإدارية والمالية الواعية والدراسة فى أكبر معاهد وجامعات العالم ولم تعد الصورة النمطية المسيئة لأهل الخليج تصلح للتعامل معهم.
إن صورة الشيخ الخليجى الساذج الذى يمكن أن يباع له الترام أو إدخاله فى شركة لتعبئة الهواء فى زجاجات هى صورة لم يعد لها مكان فى مشهد الحقيقة.
إن قصة تركى آل الشيخ هى قصة رجل عاشق لمصر، محب للنادى الأهلى، معجب بالكابتن بيبو، يسعى لدعم التعاون الشعبى بين مصر والسعودية كان يجب لها أن تنتهى نهاية سعيدة وأن يكتب لها الاستمرار وليس بهذا الشكل الحزين المؤلم خاصة أنها قصة شاعر، وسياسى، وإدارى له خبرة وتاريخ.
إذا كان ذلك هو الموقف من رجل تبرع بـ 260 مليون جنيه فى أشهر فماذا سيكون الموقف من خليجى آخر يأتى للاستثمار يسعى لتمويل بنكى وليس ينفق أموالاً من حر ماله، سوف نذهب إلى غير رجعة لا يرتجى منها سوى المساعدة والدعم والنجاح للجميع، باختصار إذا كان ذلك ما حدث للمتبرع فماذا ستفعل مع المستثمر؟
عزيزى تركى آل الشيخ. معذرة لا تتوقف عن حبك لمصر وعن مد جسور التعاون معها فمصر مليئة بأهل العزة والكرامة والأخلاق، والنادى الأهلى عمره 111 سنة من الشرف والرجولة والانضباط.
مرة أخرى لا تحزن وعذراً.
وها هى السماء تتدخل مرة أخرى الآن بعدما حكمت المحكمة الإدارية العليا صباح أمس «السبت» ببطلان انتخابات النادى الأهلى التى جرت يوم 30 نوفمبر 2018 الماضى وذلك بسبب عدم قيد أعضاء فرع النادى بالشيخ زايد فى كشوف الانتخابات.
الأهلى ليس هؤلاً، ومصر بخير.
نقلًا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع