بقلم : عماد الدين أديب
أشعر بإشفاق شديد على الذين يعيشون -بشكل دائم- فى حالة استفزاز واستنفار ورغبة فى الثأر من الآخرين بسبب أو بدون أى سبب.
هناك من يرى كل شىء أسود، وكل ما عداه قبيحاً، والآخر هو الجحيم، وصاحب الرأى المخالف هو صندوق قمامة.
للأسف هؤلاء، وهم كثرة، بحاجة ماسة وسريعة إلى العلاج النفسى.
وحينما سألت صديقاً من أهم أساتذة علم النفس الاجتماعى عن هذه الحالة المرضية التى تفشت فى نفوس وعقول تيارات مختلفة فى بلادنا، قال لى إن ذلك يرجع إلى عدم وجود مناخ صحى للتنافسية.
سألته: وما علاقة التنافسية بحالة السب والقذف والشتائم والتشكيك والتحريض المجانية التى يتبرع بها بعض الناس دون أى سبب منطقى أو دون مبرر معقول؟ قال الرجل: إن هناك طريقتين لحدوث حالة تفاعل إيجابى فى أى مجتمع، الأولى هى تلك التى ينشأ فيها مناخ صحى يتيح بشكل عادل ومتساو لكل صاحب كفاءة أو رأى أو إبداع أن يُظهر ملكاته ويُبرز تفوقه. أما الطريقة الثانية، وهى طريقة سهلة للغاية لا تحتاج لأى مجهود، فهى تعتمد على أن أحط من قدر غيرى حتى أبدو -بسهولة- أفضل منه.
لذلك لا نرى هناك اتفاقاً كبيراً داخل مجتمعنا حول نجم أو فنان أو رياضى أو سياسى أو شخصية عامة بسبب حالة الرغبة المرضية فى «الاغتيال المعنوى» للغير.
الجميع فاسد، وسيئ، وكاذب، وجاهل، ولا يفهم، وعميل للسلطة إلا أنا.
هذا المنهج التدميرى يأخذنا جميعاً نحو هاوية سحيقة لأنه يقتل نموذج المثل الأعلى فى المجتمع، ويسعى للحط من قدر كل إنسان وتشويه صورته ومكانته.
لذلك كله أشعر بالشفقة الشديدة على من ابتلاهم الله بهذه الآفة المدمرة.