بعد وفاة الرئيس الأسبق حسنى مبارك طرحنا على مدار يومين السؤال الكبير كيف نحكم على حكامنا؟ وبأى معيار؟ وبأى مرجعية؟ وبأى قواعد علمية وواقعية بعيداً عن التنظير والأهواء والمواقف المسبقة ومن عواطف التقديس أو الشيطنة؟!
تعالوا، بناء على ما سبق، نقوم بمحاولة تقييم زعامات تاريخية فى حياة شعب مصر العظيم:
1- محمد على باشا: عبقرية فطرية فى تجاوز قواعد الزمان والمكان.
2- الخديو إسماعيل: طموح صادق ومكلف للتحديث والعصرنة.
- الملك فؤاد: حاكم تقليدى صارم.
- الملك فاروق: مصرى وطنى يفتقر لمهارات ساسة وسياسة عصره المعقدة.
- الرئيس الأسبق محمد نجيب: ضابط انضباطى محترف بعيد عن مراوغات السياسة.
- الرئيس جمال عبدالناصر: حاكم شعبوى إلى أقصى حد، عينه على الشارع بالدرجة الأولى.
- الرئيس أنور السادات: داهية عصره، صاحب رؤية إبداعية سابقة لعصره.
- الرئيس حسنى مبارك: ركز على إدارة الأضرار دون مواجهة جذور الأزمات تجنباً للمخاطر لذلك استمر 30 عاماً، لذلك أطفأ الحرائق دون إطفاء مصادرها ومنع التفجيرات دون نزع الفتيل.
- الرئيس الدكتور محمد مرسى: رئيس ملتزم بأهداف جماعة الإخوان أكثر من كونه رئيساً لكل المصريين.
الحكم على هؤلاء سياسياً جاء من تقييم الأداء فى الرئاسة، وكما قالت مدرسة أثينا القديمة «السياسة هى علم الرئاسة».
هنا نأتى إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى استوعب تجارب من سبقه، وقرر أن يتخذ القرار الأكثر صعوبة فى حكم البلاد والعباد، وهو قرار المواجهة المباشرة لجذور المعضلات التى تواجه مصر مهما كان الثمن.
قرر الرئيس السيسى أن يواجه الإرهاب التكفيرى حتى آخر مصرى «بيد ثقيلة» لا تعرف الارتعاش، لأنه يدرك أن ثورة 30 يونيو 2013 فوضته لإنقاذ البلاد من الفوضى والانهيار الاقتصادى.
اتخذ القرار المخيف والصعب والمصيب الذى أجّله كل من سبقه، وهو التحرير الصريح والكامل لسعر صرف العملات الأجنبية مقابل العملة المحلية، رغم كبر حجم هذا القرار.
نقل سكان العشوائيات إلى إسكان آدمى بيسر وسهولة.
حل مشكلة نقص الطاقة الكهربائية بشكل كامل وجذرى، حتى أصبح لمصر فائض للكهرباء قابل للتصدير.
واجه مشكلة جنون كلفة علاج مرضى الكبد الوبائى، وتم تصنيع الدواء محلياً، وجعل العلاج مجانياً للملايين.
أنهى مشكلات تيران وصنافير وترسيم الحدود البحرية مع دول شرق المتوسط، وهى مشكلات تاريخية مؤجلة.
أدرك أن حل العاصمة هو فى بناء عاصمة إدارية جديدة تنقل مركزية القاهرة إلى مجتمع عصرى جديد.
أعاد بناء الجيش المصرى وهيكلته وتسليحه بشكل عصرى تماماً، بحيث أصبح هناك قيادتان للأسطول، واحدة فى قاعدة محمد نجيب للمتوسط، وأخرى فى برنيس للبحر الأحمر فى «برنيس»، وأصبح جيش مصر التاسع فى ميزان القوى العسكرية.
نوّع مصادر السلاح من الولايات المتحدة إلى روسيا، ومن فرنسا إلى الصين، ومن البرتغال إلى البرازيل.
أنجز بناء مجتمعات جديدة فى 12 محافظة وبنية تحتية غير مسبوقة من الطرق والأنفاق والكبارى.
دخل عالم الطاقة البديلة شمسية وأخرى تعتمد على الرياح.
تم كل ذلك بزمن قياسى وبموارد محدودة.
الرئيس عبدالفتاح السيسى يبنى شرعية على شرعية الإنجاز الملموس مهما كان الثمن ومهما كانت فاتورة التحديات.