بقلم عماد الدين أديب
لحظة فوز أى مرشح رئاسى فى أى بلد وفى أى زمان وأى مكان يبدأ مَن انتخبوه وأعطوه أصواتهم فى مطالبته بتنفيذ وعوده الانتخابية.
وتصبح -فى هذه الحالة- مصداقية الفائز بثقة الناس على المحك ولا يضع من انتخبوه فى حساباتهم المشاكل والظروف والأوضاع الإقليمية والدولية ولا يضعون فى حسابهم الإرث الكبير الذى من الممكن أن يكون الرئيس المنتخب قد ورثه عن أسلافه.
الرئيس هو الرئيس، وهو المسئول الأول أمام الجماهير التى انتخبته كى يكون زعيم الأمة ورئيس السلطة التنفيذية والقائد الأعلى للقوات المسلحة.
والذى يتابع هذه الأيام التحديات اليومية التى يواجهها الرئيس المنتخب دونالد ترامب سوف يدرك أزمة صعوبة وفاء الرئيس المنتخب بوعوده التى أطلقها أثناء حملته.
مثلاً، تراجع «ترامب» عن تهديده وإصراره على محاكمة منافسته هيلارى كلينتون وصرح بأنه لا يرى ضرورة لذلك.
مثلاً صرح «ترامب» بأن جريدة «نيويورك تايمز» صحيفة مغرضة تفتقر للأخلاقيات الصحفية ثم زارها -لمدة ساعتين- فى مقرها بنيويورك واجتمع بأسرة التحرير.
مثلاً كان «ترامب» يراهن على قوى اليمين المتطرف فى الشارع الأمريكى ويسعى إلى دغدغة مشاعرهم وأفكارهم ثم صرح بالأمس بأن منظمة «الكوكلوكس كلان» ومثيلاتها هى منظمات عنصرية وأفكارها لا تعبر عنه.
هنا يتساءل البعض: «وماذا سيفعل فى موضوعات الهجرة والعمالة الوافدة وداعش وسوريا والتجارة التى كان يتغنى بها أثناء حملته الانتخابية والتى ساعدت على حصوله على ما يعرف بالأصوات الشعبوية غير المنظمة حزبياً.. هل سيفى بوعوده أم سيتراجع عنها نهائياً.. أم سوف يتخذها بدايات متشددة للضغط على خصومه للحصول على أفضل نتائج ممكنة؟».
لا أحد يعرف بالضبط ماذا فى عقل «ترامب»؟