توقيت القاهرة المحلي 04:36:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذين ابتلعهم البحر!

  مصر اليوم -

الذين ابتلعهم البحر

بقلم عماد الدين أديب

أيها البحر كم ابتلعت من أصحاب الأحلام الضائعة والأوهام الراسخة؟

فى بلادنا ينظر البعض إلى البحر كمخرج للخلاص من صعوبة الحياة واستحالة التعايش وفشل الأحلام وتكسر الأمل على صخرة واقع من الفساد والبيروقراطية والجنون والهستيريا.

آخر ضحايا حلم العبور عبر بوابة البحر إلى إيطاليا هم 450 شخصاً من المصريين والأفارقة الذين استقلوا مركباً إلى إيطاليا.

أطاحت الأمواج بالمركب والركاب، وهلك من هلك، وبعد 7 ساعات من الاستغاثة والصراع مع الموت نجا 164 شخصاً وأقام أهلهم على شاطئ رشيد مشهداً من العذاب الذى يفطر القلوب حزناً وشفقة.

كل راكب على مركب رشيد دفع تحويشة العمر ما بين 4 و5 آلاف دولار كى يخرج من الوطن ليشترى له حلماً فى إيطاليا.

أصبح المواطن يدفع ليهرب من الوطن وأزماته!

لم يعد لدى البعض أى قدرة على الصبر على تحقيق الحلم داخل الوطن.

وكأن البعض وصل إلى اليأس من الأمل فى الوطن، والأمل فى إيطاليا!

كلهم على استعداد لأى عمل مهما كان صغيراً وغير ذى قيمة، كلهم على استعداد للعمل كعامل تفريغ فى ميناء، أو عامل نظافة فى مطعم، أو بائع بيتزا أو فنى لحام فى ورشة أو كناس فى قرية أو مدينة صغيرة.

أى عمل، المهم فى بيئة ومناخ بعيد عن الوطن!

إن ذلك كله يستدعى مصارحة النفس، ومصارحة الحكومة، ومصارحة البرلمان بالسؤال العظيم: هل أصبحت مصر دولة طاردة لأبنائها؟.

لماذا يدفع الإنسان تحويشة العمر، ويعرض حياته وحياة أسرته لمخاطر البحر وتقلباته ويضع نفسه تحت تصرف سلطات دولة أخرى وهو يتذلل لها طالباً اللجوء؟ لماذا هذا كله؟.

يبدو أن ألم الهجرة غير الشرعية واحتمالات الموت بحراً أقل ألماً وخطراً من الحياة تحت مظلة الوطن!

شىء مؤلم يستحق الدراسة العميقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذين ابتلعهم البحر الذين ابتلعهم البحر



GMT 02:11 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

خطر اليمين القادم!

GMT 01:29 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

علم المناظرات السياسية

GMT 01:35 2024 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

خطاب نصر الله

GMT 00:39 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

«لست تشرشل»!

GMT 01:10 2024 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الإدارة الجديدة لنتانياهو

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon