بقلم - عماد الدين أديب
رفعت القوات التركية فى مدينة «عفرين» السورية المحتلة علَم الجيش التركى وسط أكبر شوارع المدينة.
إنه علَم احتلال لقوى احتلال دخلت غازية مخالفة القانون الدولى بعدما تسببت فى هجرة ونزوح 150 ألف مدنى سورى، وقتل وجرح المئات جرّاء قصف جوى ومدفعى وصاروخى ضارٍ.
رغم ذلك كله لا تتحدث القوى المؤيدة للسلطان العثمانى رجب طيب أردوغان عن حقوق إنسان، أو قصف للمدنيين، أو احتلال أراضى غير بالقوة المسلحة.
هؤلاء يتحدثون فقط عن «جرائم جيش مصر فى قتال الإرهابيين على أرض مصر».
هؤلاء يتحدثون فقط عن قيام قوات التحالف العربى بالدفاع عن الشرعية وعن حماية حدود السعودية من الاعتداءات وتدخلات الحوثيين المدعومين من الحرس الثورى الإيرانى.
حينما تمارس حقك المشروع فى الدفاع عن أرضك وحماية حدودك تصبح «قاتلاً للأبرياء والمدنيين»، وحينما تدخل غازياً بالدبابات والمدرعات والطائرات فى أراضى الغير وتلعب لعبة الحرب بالوكالة تصبح «بطلاً محرِّراً ونصيراً للضعفاء».
هذا المنطق المعكوس، وهذا الواقع الذى يتم تزويره لحظياً عبر وسائل إعلام مشبوهة، أصبح يفرض نفسه على وسائل التواصل الاجتماعى ومنصات الإعلام التليفزيونى التى تتجاهل الحقيقة.
هنا زمن ردىء يتحول فيه الحق إلى باطل والباطل إلى حق.
نقلا عن جريدة الوطن القاهرية