بقلم - عماد الدين أديب
تحدّث العلامة «ابن خلدون» فى كتاباته عن سلوك العبيد أو الخدم وحذّر منه ومن مدى تأثيراته على نشوء وتطور المجتمعات.
وليس سراً أن العلامة ابن خلدون كان من الآباء والعلماء المؤسسين لعلم الاجتماع السياسى الذى يمكن من خلاله فهم وتفسير وإدارة العديد من مشكلات وأزمات أى مجتمع يسعى للإصلاح والنهضة.
وعلى قدر فهمى المحدود فإن ابن خلدون لم يكن يقصد سلوك الخدم أو العبيد بمفهوم أنه يتحدث عن الإنسان المستأجَر للقيام بمهمة أو خدمة، فهؤلاء ضرورة أساسية فى حياة المجتمعات منذ العصر الحجرى حتى قيام الساعة.
يقينى أن ابن خلدون كان يقصد أن هناك سلوكاً «فيه عبودية تصل إلى حد الاستسلام والانصياع غير القائم على ولاء أو قناعة لصاحب السلطة أو الأمر أو المال».
من الممكن أن تكون أغنى الأغنياء لكنك خادم بمعنى أن تبيع ضميرك لمن فى السلطة.
ومن الممكن أن تكون من أقوى الأقوياء لكنك خادم لمن يملك المال.
هذه المواقف لا علاقة لها بإيمان بمبدأ أو أيديولوجيا أو عقيدة أو فكرة.
هؤلاء الخدم والعبيد ينافقون السلطة، أى سلطة، مهما كان توجهها.
هؤلاء يبيعون ضمائرهم ويؤجرونها مفروشة لمن يملك الذهب.
هؤلاء هم آفة المجتمعات.. فاحذروهم.
نقلا عن جريدة الوطن القاهرية