بقلم عماد الدين أديب
نحن لا نعرف الفوز على خصومنا من خلال قواعد «التنافس الشريف»، لكن من خلال منهج وقواعد الاغتيال المعنوى.
نحن لا نتغلب على منافسينا من منطلق أننا الأفضل والأجدر، لكن من منهج أنهم أسوأ منا.
نحن لا ننتصر عليهم، لكن نحط من أقدارهم.
تقدمت الحضارة الأوروبية لأنها فهمت من أفكار عصور النهضة والتنوير والثورة الصناعية، وأخيراً ثورة الاتصالات، لأنها قامت على قاعدة التنافس المشروع، فى ظل الدولة القانونية المدنية.
من هنا كلمة السحر فى التقدم هى «التنافسية» بكل ما تعنيه الكلمة من التزامات ومقومات وقواعد.
آخر سلوكيات هذه التنافسية هو ما صرحت به السيدة تريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا، أمس الأول عن اعتزامها عمل تخفيض ضريبى هائل للشركات.
قالت «ماى»: إنها تريد تخفيض ضريبة أرباح الشركات البريطانية، بحيث تكون الأقل فى قائمة أهم 20 اقتصاداً عالمياً، حتى تكون ذات ميزة نسبية مفضّلة ومميزة عن أى اقتصاد آخر.
هدف «تريزا ماى» أن يصبح الاقتصاد البريطانى، وعقب انخفاض عملته ورخص بضائعه، المقصد المفضل لدى كبار الشركات العالمية.
يأتى قرار رئيسة الوزراء البريطانية فى وقت سوف تتجه فيه واشنطن إلى إجراءات تعطى فيها الأولوية المطلقة لدعم المنتجات الأمريكية بعدما تتخلص من كل التزامات الاتفاقيات التجارية العالمية التى وقعتها فى العقود السابقة.
هنا نسأل لو أنت مستثمر أجنبى ولديك عروض دولية مغرية بالاستثمار والإعفاءات والامتيازات والتسهيلات، فما الذى يجعلك تأتى إلى مصر؟
ما الذى يجعلك تواجه البيروقراطية والفساد وغلاء الأراضى وصعوبة التشريعات وعدم استقرار القوانين المنظمة؟
إن الـ67 قراراً للمجلس الأعلى للاستثمار، وتحرير سعر الصرف يجب أن تعقبها قرارات أخرى مهمة تُعزز تنافسية الاقتصاد المصرى.