توقيت القاهرة المحلي 14:12:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مطلوب كتكوت يتيم ونملة حامل

  مصر اليوم -

مطلوب كتكوت يتيم ونملة حامل

بقلم عماد الدين أديب

أحياناً أشعر بأننا نتعامل مع مشاكلنا الكبرى بمنهج بعيد تماماً عن منطق العلم الحديث، وكأنه لا توجد تجارب عملية لشعوب وأنظمة غيرنا استطاعت أن تتغلب على مشاكل أكبر منا مليار مرة.

نتعامل مع أزمة زيادة التعداد السكانى وكأن الـ90 مليوناً هم أكبر تعداد لسكان دولة فى العالم، بينما تغلبت كل من الصين والهند وإندونيسيا وباكستان على مشاكلها رغم أن بعضها بلغ 15 ضعفاً لعدد سكاننا، وأحياناً أشعر وكأن مسألة التكافل الاجتماعى هى أزمة لا حل لها فى بلادنا، بينما استطاعت دول مثل السويد والنرويج والدانمارك وفنلندا أن تؤمن أفضل شبكة رعاية اجتماعية بحلول ذكية وفكر إبداعى، وأحياناً أشعر وكأن مشكلة جودة الصحة وجودة التعليم هى مسألة مستعصية على الحل تماماً عندنا، بينما استطاعت كل من تركيا وماليزيا وفنلندا أن تجد حلولاً رائعة لها، حتى فى كرة القدم لم ندخل كأس العالم منذ 25 عاماً وما زلنا نعيش على ذكرى هدف مجدى عبدالغنى، رغم أن منتخبات مثل كرواتيا والبرتغال ونيجيريا وغانا والجزائر استطاعت أن تحرز نتائج مشرفة فى كؤوس العالم الماضية، كلما وقعنا فى أزمة تعاملنا معها بطريقتنا الخاصة تحت أكبر أكذوبة فى التاريخ وهى أكذوبة خصوصية التجربة المصرية، وكأن التجارب البشرية التى نراها واضحة أمامنا غير قابلة للنقل وغير ممكنة التطبيق، لماذا نخترع العجلة بينما هناك نماذج بشرية لمجتمعات شبيهة لنا يمكن الاستفادة منها؟ لماذا لا نفعل مثل غيرنا؟

فى الغرب لا يخجلون من التعلم من النجاح ونقل أى تجربة إنسانية أثبتت أنها جاءت بالحلول المطلوبة، نتعامل مع المشاكل والأزمات وكأن مصر وحدها شىء وبقية العالم شىء آخر، اليابان الصناعية حققت طفرتها الصناعية بأسلوب نقل التكنولوجيا الأمريكية، ماليزيا نقلت تجربتها من شمال أوروبا، دبى نقلت نجاحها كمركز مالى عالمى من سنغافورة، تركيا نقلت نهضتها الصناعية من ألمانيا.

حينما نواجه أى أزمة لماذا لا نستعين بشركة إدارة عالمية لها سابقة تجربة فى النجاح وتعرف كيف تتجنب الفشل؟ لماذا نصر دائماً على بداية التجربة من أول السطر؟ لماذا نبنى ما لدينا من حيث انطلق غيرنا وحقق نجاحات؟ هل نحن أول دولة نقوم بتخزين القمح؟ أو الدولة الوحيدة التى تعانى من أزمة إسكان؟ أو الدولة الوحيدة التى تعانى من أزمة مرور؟

خصوصية التجربة المصرية هى حق يراد به باطل وحجة مهترئة لاستمرار إدارة الفساد.

أخشى أن نستمر فى منهج التخلف حتى نصل إلى أن نعتقد بأن أزمة الدولار تحتاج إلى كتكوت يتيم ونملة حامل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطلوب كتكوت يتيم ونملة حامل مطلوب كتكوت يتيم ونملة حامل



GMT 02:11 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

خطر اليمين القادم!

GMT 01:29 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

علم المناظرات السياسية

GMT 01:35 2024 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

خطاب نصر الله

GMT 00:39 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

«لست تشرشل»!

GMT 01:10 2024 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الإدارة الجديدة لنتانياهو

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon