توقيت القاهرة المحلي 09:37:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقارب «ترامب» مع أنقرة وتسويته مع طهران ضدنا!

  مصر اليوم -

تقارب «ترامب» مع أنقرة وتسويته مع طهران ضدنا

بقلم : عماد الدين أديب

يخطئ من يعتقد فى 3 أمور تتعلق بشكل وسياسات الإدارة الأمريكية تجاهنا فى حال فوز «ترامب»:

الخطأ الأول: أن فوز «ترامب» سيؤدى إلى تسوية مع إيران، ستؤدى فى النهاية إلى تخفيض مستوى التهديد الإيرانى للاستقرار الداخلى والأمن الإقليمى للمنطقة.

الخطأ الثانى: أن الحاجة التركية الحالية للدعم الأمريكى فى الصراع العسكرى حول إدلب ستجعل رجب طيب أردوغان «تحت السيطرة»، بل على العكس سوف يؤدى ذلك إلى مزيد من حماقاته فى سوريا والعراق وليبيا وشرق المتوسط.

الخطأ الثالث فى الفهم: أن «ترامب» فى فترته الرئاسية الثانية سيكون أكثر دعماً لدول الاعتدال العربى (السعودية - الإمارات - مصر)، بل سيكون أكثر سعياً إلى إطفاء توترات المنطقة لصالح (إيران - تركيا - قطر).

باختصار مباشر ومؤلم، نقول إنه إذا كان التوتر الحالى بين موسكو وأنقرة لصالحنا، فإن التقارب الأمريكى مع أنقرة، واحتمالات التسوية مع إيران ستكون ضدنا.

شروط أى صفقة أمريكية مع تل أبيب أو أنقرة أو طهران لا مكان فيها للمصالح العربية، لكنها تسعى -حكماً- لمراعاة المصالح الأمريكية الثابتة فى المنطقة.

تركيا تعنى أمريكياً، قاعدة إنجرليك الاستراتيجية، الدولة الجارة لروسيا، صاحبة المضايق الحاكمة فى البوسفور والدردنيل، والشريك التجارى الرئيسى لواشنطن، قوة عسكرية كبرى، المؤثر الإقليمى فى الشرق الأوسط، العضو الأساسى فى حلف الأطلنطى، الدولة الثانية من ناحية عدد القوات البرية فى الحلف.

لذلك كله يمكن القول إن تركيا المقيدة وإيران المنزوعة الخطر هما اللتان فى حالة عقوبات أمريكية!

إيران أمريكياً، هى مصدر إزعاج تسعى واشنطن لتهدئته، صاحبة إمكانيات تخصيب نووى، صاحبة نظام صاروخى باليستى يمكن أن يهدد المصالح الأمريكية والوجود الإسرائيلى، دولة رقم 2 فى احتياطى الغاز العالمى، دولة أساسية فى إنتاج النفط، ذات تأثير فى بحر قزوين، وذات تأثير إقليمى فى المنطقة، لديها أموال محتجزة تبلغ 12 مليار دولار على الأقل، سوق استهلاكية متعطشة للمصالح الغربية، سوق محتملة لإعادة الإعمار وللبضائع والمنتجات الأمريكية.

دون أى عواطف أو توقعات سياسية رومانسية، أمريكا كدولة لديها سوابق فى التخلى عن أى حليف لها، ودونالد ترامب كشخص أو كرئيس يفكر بعقلية «فن الصفقة» كمقاول سياسى من الممكن أن يبيع ويشترى من أى طرف خدمة لمصالحه وسعياً لتحقيق مغانم ومكاسب شخصية، خاصة أن الرجل يرى فى الإيرانى والتركى خصماً أكثر كفاءة من الحليف العربى!

«ترامب» الذى وصف الرئيس الكورى الشمالى بأنه صديق، والذى وصف الرئيس روحانى بأنه رجل جيد، من الممكن -بسهولة- أن يتعاون مع «الحليف التركى»، ويصالح الخصم الإيرانى.

ما نشهده اليوم من عقوبات أمريكية تجاه إيران وتركيا هو مشروع أمريكى منظم من أجل تحسين شروط التفاوض، حينما تحين لحظة الجلوس على مائدة التفاوض بهدف التسوية.

من هنا يجب على معسكر الاعتدال العربى ألا يستمر فى الرهان على حالة العقوبات الأمريكية الحالية تجاه إيران وتركيا، وعليه أن يستعد لبناء سياسة وتحالفات وقواعد جديدة للتعامل مع الصفقات الأمريكية الجديدة مع أنقرة وطهران.

يقول «صن تسو» فى مؤلفه التاريخى «فن الحرب» إن «أبلغ درجات الحكمة لأى محارب هى إدراك الخطر والاستعداد له قبل وقوعه وليس الانتظار لحين حدوثه».

اللهم إنى بلغت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقارب «ترامب» مع أنقرة وتسويته مع طهران ضدنا تقارب «ترامب» مع أنقرة وتسويته مع طهران ضدنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon