بقلم : عماد الدين أديب
11 سبتمبر 2001، أى مثل الأمس من 16 عاماً، اهتز العالم لأكبر حدث إرهابى فى التاريخ المعاصر فى مدينتى نيويورك وواشنطن.
هذا الحدث، كان -وما زال- علامة فارقة للكثير من السياسات التى ما زالت تحكم حركة العالم.
نستطيع أن نقول إن العالم بعد 11 سبتمبر 2001 لم يعد كما كان، بل حدثت فيه تغييرات جوهرية يمكن تحديدها على النحو التالى:
1 - أن الإرهاب التكفيرى، وليس الحروب النظامية، هو الخطر الأساسى الذى يهدد العالم.
2 - نشأ فى الاستراتيجية الأمنية ما يُعرف بـ«الحرب الافتراضية»، أى الحرب التى تدار ضد عدو افتراضى يعرف عنوانك، لكنك أنت لا تعرف عنوانه.
3 - أصبح «الإسلام والمسلمون» هما مصدر الخطر الأيديولوجى الأول على العالم.
4 - تم استخدام الطائرة المدنية -لأول مرة- كأداة قتل، وليست كأداة نقل.
5 - حدوث جرح فى كبرياء ونفسية الكرامة الوطنية الأمريكية التى ضُربت فى عقر دارها بعدما عاشت دائماً تحت وهم أو انطباع أنها آمنة من أى هجوم خارجى، وأن ما حدث فى هجوم «بيرل هاربر» فى الحرب العالمية الثانية لن يتكرر.
6 - أن 11 سبتمبر 2001، كان «المبرر السياسى» الذى ورّط الولايات المتحدة الأمريكية فى العراق وسوريا، وكلفها أكثر من 7500 قتيل و22 ألف جريح ومعوق، وأكثر من 3٫5 تريليون من الدولارات.
وما زالت الخزانة الأمريكية تدفع ثمن هذا التورط حتى تاريخه.
إن عالم ما بعد 11 سبتمبر 2001، لم يطرأ عليه أى تطور دراماتيكى إلا بعد ظهور تنظيم الدولة، المعروف باسم «داعش».
سبتمبر 2001 أدى إلى ظهور تنظيم القاعدة على السطح، أما ما نعايشه الآن فهو تنظيم آخر نقل الحرب من الخارج إلى الداخل فى ما يعرف بـ«إدارة التوحش» تحت شعار «الجهاد التكفيرى».
عالم «داعش»، هو فصل جديد من حرب الميليشيات الدموية التكفيرية التى تسعى الآن إلى المرحلة الثالثة الجديدة، وهى الإرهاب التكفيرى النووى.