توقيت القاهرة المحلي 14:49:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدواء المر الذى يجب أن تتجرعه مصر!

  مصر اليوم -

الدواء المر الذى يجب أن تتجرعه مصر

بقلم : عماد الدين أديب

أزمة الأزمات سياسياً واجتماعياً واقتصادياً هى تآكل الطبقة الوسطى المصرية نتيجة الأزمة الطاحنة التى تواجهها البلاد منذ يناير 2011.

الطبقة الوسطى فى كل مجتمع هى صمام الأمان الاجتماعى كلما اتسعت بشرائحها المختلفة تحققت حالة الحماية الاجتماعية وزاد منسوب الاستقرار السياسى وابتعد شبح الاضطراب الأمنى.

والأزمة التاريخية فى مصر أن هناك مجموعة من الاختلالات الجوهرية فى تركيبة السلم الاجتماعى تتصاعد بشكل مخيف منذ عام 1952.

لم تعد الرأسمالية قادرة على قيادة المجتمع، ولم تعد الدولة قادرة وحدها على تحمل الفاتورة الأسطورية للعب دور دولة الرعاية، ولم تعد موارد الدولة فى الاستثمار المباشر أو السياحة قادرة على حل مشاكل اقتصاد الخدمات الذى كنا نحلم به فى حكومة الدكتور أحمد نظيف.

ولا اقتصاد متطوراً يستطيع أن يتقدم دون وجود نخبة سياسية مستنيرة تدرك حقيقة كل عناصر المشهد السياسى ولديها الوعى والأدوات السياسية القادرة على قيادة المجتمع والجماهير.

لذلك كله يتحمل الرئيس عبدالفتاح السيسى ما لا يطيق لملء الفراغ الناتج عن ذلك الخواء السياسى الذى تعيشه البلاد، وضعف الإدارة التنفيذية التى تآكلت بسبب التخلف الإدارى والفساد المالى لحقبة تزيد على 65 عاماً.

إن قيادة المشروع التنموى الآن فى مصر فيها تحديات تحتاج إلى معجزات للتوفيق بين بناء قواعد مجتمع الاقتصاد الحر بكل قواعده فى ظل دور لا يمكن التنازل عنه لدولة الرعاية الاجتماعية لملايين الفقراء والمعدمين والمهمشين الذين تزيد عليهم تكاليف الحياة بشكل شبه يومى.

إن مصر الآن تعيش أعقد وأصعب تحدٍ سياسى اجتماعى لها، لأنها على مفترق طرق تاريخى واجهته دول كثيرة مثلها، مثل: تركيا وكوريا الجنوبية وماليزيا والبرازيل وبولندا، وهى تسعى للخروج من اقتصاد الخسائر إلى اقتصاد الفوائض النقدية.

إن الكلفة الاجتماعية لفاتورة هذا الانتقال هى من أصعب ما يكون، لذلك يجب دائماً الحذر الشديد فى احتساب الأثر الاجتماعى لها وحسن تقدير مدى القبول الشعبى لها.

«رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ»

صدق الله العظيم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدواء المر الذى يجب أن تتجرعه مصر الدواء المر الذى يجب أن تتجرعه مصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon