لدينا فى العالم العربى أزمة كبرى فى منهج التفكير تعتمد على الميل إلى الحكم على الأشياء بشكل انطباعى، شخصانى، عاطفى، غير علمى، نبدأ فيه فى بناء مقدمات معينة لا تؤدى إلى نتائج منطقية!
علم المنطق هو مصطلح «لوچيك» من اللغة اليونانية، ويعنى الدراسة المنهجية بشكل الاستدلال الصحيح وقوانين المعرفة الأكثر شيوعاً.
ويبدأ علم المنطق من المنطق غير الصورى إلى المنطق الرياضى الحديث الذى يعتمد على براهين النظريات الرياضية.
أهم ما فى علم المنطق أن النتيجة لا بد -حكماً- أن تكون متسقة مع المقدمات والبناء الذى استندت إليه، لذلك أسوأ ما فى «اللامنطق» هو إثبات أى واقعة أو حقيقة دون أى برهان علمى أو فلسفى.
مثلاً ليس منطقياً أن يكون الطرف المخالف للعقد أو الاتفاق أو المعاهدة الصريحة الواضحة هو صاحب الحق والصواب.
مثلاً لا يمكن أن يلوم الجيش التركى المحتل لشمال شرق سوريا، الجيش الوطنى السورى الذى يسعى لتحرير أرضه، فالسورى هو صاحب الأرض والتركى هو الفريق المحتل.
مثلاً لا يمكن أن يلام المفاوض المصرى لأنه يطالب بحصته العادلة من مياه النيل الآتية من إثيوبيا.
مثلاً لا يمكن للأمريكى أن يعقد صفقة تسمى صفقة القرن مع طرف واحد بدون وجود الطرف الأصلى الأساسى وهو الطرف الفلسطينى، لأن الصفقة أو الاتفاق لا بد أن يكون بين طرفين ذوى صفة ومصلحة مباشرة.
مثلاً لا يمكن أن نقول إن التعليم مجانى أو إن العلاج بدون مقابل ثم نفرض رسوماً!
مثلاً لا يمكن أن نطالب دولة بتعديلات فى دستورها ونحن بلا دستور.
مثلاً لا يمكن لدولة مثل تركيا أن تعظ غيرها فى حقوق الإنسان وهى صاحبة أكبر عدد من المعتقلين السياسيين خلال السنوات الثلاث الماضية.
مثلاً لا يمكن أن نتحدث عن التعاون العربى والتجارة البينية العربية لا تزيد على 5٪.
مثلاً لا يمكن الحديث والتشدق باحترام الأديان الأخرى وهناك مناصب محجوبة عنهم فى سلك الوظائف.
باختصار، الكلام يجب أن يتطابق مع العقل.
وكما يقال خير الإيمان هو ما صدقه العقل.
من هنا يجب أن تتسق النتائج مع المقدمات، ولا تتناقض الشعارات مع الأفعال.
يجب ألا نصل إلى مرحلة اللامعقول فى القول والفعل مثلما يقول أحدنا: «إن أعظم خمسة أشياء فى الدنيا هى ثلاثة: الصحة والستر»!
وياللعجب!