توقيت القاهرة المحلي 08:26:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترويع الآمنين ليس جهاداً

  مصر اليوم -

ترويع الآمنين ليس جهاداً

بقلم : عماد الدين أديب

من أسوأ وأبشع ما يمكن أن يفعله إنسان ضد أخيه الإنسان هو أن يروّعه.

والترويع يعنى أن يجعله غير آمِن على نفسه وولده وماله وأرضه وعِرضه.

خلق الله البشر كى يتعارفوا ويتعاونوا على الخير وصالح الأعمال عبر أشكال متعارف عليها شرعياً وأخلاقياً وإنسانياً.

الترويع هو عمل مضاد لإنسانية الإنسان، ولأى منهج سامٍ فرضه الخالق على خلْقه.

ولا يوجد مبرر إنسانى أو أخلاقى واحد يعطى أى شرعية أو مشروعية لإرهاب الناس أو ترويع الآمنين.

والجريمة الكبرى التى تُرتكَب فى حق الدين هى أن يتم تزوير مفاهيم دينية وتفسيرات فقهية شريرة وجاهلة ومغلوطة تحاول أن تلبس الإرهابَ رداءَ الجهاد الذى شرعه الله فى كتابه الكريم.

وتفسير الجهاد فى اللغة هو «بذل الجهد»، وهو مفهوم واسع وشامل يدخل فيه بذلُ الجهد فى كل ما هو خير، وكل ما فيه مصلحة الفرد والجماعة والوطن.

والجريمة الفكرية الكبرى التى يرتكبها بعض فقهاء الإرهاب الدينى التكفيرى هى أنهم يُقصرون تفسير مفهوم الجهاد على القتال وحده.

والجهاد الذى أمرنا الله به لا يقتصر على القتال، لكنه مفهوم إنسانى رحب وواسع، فالعلم جهاد، وشفاء المرضى جهاد، وطلب الرزق جهاد، ومقاومة الفساد جهاد، وإشاعة العدل جهاد، وحماية الضعفاء جهاد، وتحقيق الرفاهية للمواطنين جهاد.

وشُرع القتال الذى هو درب واحد فقط من دروب الجهاد ضد أعداء الله البغاة الذين يشيعون الظلم والفساد ويعتدون على الأرض والعِرض والحقوق.

وقد أوصانا الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- بتجنّب الفتنة، حينما قال: «إذا أدرك أحدهم الفتنة فليلزم داره»، وفى قول آخر: «فليجتنبها». وقول ثالث دعا سيد الخلق فيه المؤمن إلى «الهرب الهرب».

من هنا نتذكر أيضاً وصية الرسول وتحذيره لنا حينما قال: «مَن روّع آمِناً فى الدنيا روّعه الله يوم القيامة».

من هنا أيضاً نقول: إن مَن يجاهد فى مقاومة الإرهاب بالقول أو الفعل هو من كبار المجاهدين، ذلك هو الجهاد الأعظم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترويع الآمنين ليس جهاداً ترويع الآمنين ليس جهاداً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon