بقلم: عماد الدين أديب
هل فوز الرئيس دونالد ترامب بمدة رئاسة ثانية هو أمر مؤكد؟
حتى الآن، أى قبل 7 أشهر من إعلان النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن المؤشرات الأولية تنبئ بأنه صاحب الفرصة الأفضل.
وعلّمتنا معارك الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة أنه لا أمر مؤكد مثل انتخابات «ديوى وترومان»، التى أُعلن فيها فوز «ديوى» ليلة إعلان النتيجة ثم تأكد العكس، أو معركة «جون إف كينيدى ونيكسون»، والفوز المذهل لكل من «كلينتون وأوباما» فى الفترة الأولى لرئاستيهما، وأخيراً المفاجأة الصاعقة بفوز دونالد ترامب أولاً على 17 منافساً له فى حزبه الجمهورى، ثم فوزه على منافسته السيدة هيلارى كلينتون، التى كانت، حسب كل الإحصاءات، صاحبة الحظ الأوفر.
الإحصاءات والتوقعات كانت عادة تختلف عن الواقع بمعامل فارق أو خطأ ما 2٪ فقط، إلا أن المزاج العام للناخب الأمريكى أصبح معقداً ومركباً بشكل يجعل سهولة القياس أمراً صعباً.
راهن «ترامب» فى معركة انتخاباته الأولى على تركيبة شعبوية من «التيار اليمينى الدينى المتشدد»، الذى يُعرف بالحزام الإنجيلى، والذى يبلغ مناصروه 62 مليوناً، وراهن أيضاً على الأقليات التى تعانى من البطالة، وأصحاب الصناعات الذين تضرروا من آثار اتفاقات التجارة الخاصة التى أُجريت فى عهدَى «كلينتون وأوباما» والتى جعلت التصنيع فى الصين وكوريا الجنوبية وكندا والمكسيك أكثر رخصاً وربحية عن الصناعة فى الداخل الأمريكى، لذلك حرص على فرض الرسوم والضرائب على الواردات المصنَّعة فى خارج البلاد.
بعدما أفلت «ترامب» من احتمال تصعيد مسألة العزل بأعجوبة فى مجلس الشيوخ، أصبح تركيزه الآن على حملاته فى الولايات المؤثرة؛ أولاً لدعم نفسه، ولانتخابات التجديد لكل من مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ وحكام 13 ولاية.
معركة «ترامب» الآن فى الحشد الشعبى بالأصوات، وبالتمويل لحملته ولحملة رجال حزبه الذين سيخوضون معاركهم قريباً.
هنا نأتى إلى تأثير عنصر الحزب المنافس، وهو الحزب الديمقراطى الذى يضم العديد من المرشحين المنافسين لمعركة الرئاسة، لكنه لا يضم مرشحين أقوياء يمكن التعويل على فوزهم أمام شعبوية «ترامب».
هناك 4 مرشحين جدد -حتى الآن- حظوظهم قوية وهم: ساندرز وبايون وبوتيجيج وبلومبرج.
حتى الآن لم تتبلور بعد هوية المرشح الأقوى القادر على الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى.
التقدير الأوّلى القائم على الانطباع يقول إنه بصرف النظر عن اسم المرشح الديمقراطى، فإن فرص «ترامب» الجمهورى هى الأقوى.
الحكم الأكثر حذراً وعمقاً هو أن «الحكم الحاسم» على اسم الفائز فى هذا التوقيت المبكر هو «رجم فى الغيب»، فإن التجارب علّمتنا أنه فى سباق الرئاسة الأمريكية، فإن هناك دائماً إمكانية وجود «جواد مغمور يقوم بالانطلاق بسرعة عاصفة فى آخر مائة متر فى السباق» ويفوز بملليمترات قليلة قد تُدهش الجميع.
لذلك كله نقول بحذر إن الرئيس المقبل لم يتأكد بعد.