توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أعظم قرارات "السادات" كإنسان

  مصر اليوم -

أعظم قرارات السادات كإنسان

بقلم : عماد الدين آديب

كنت فى «أسوان» مندوباً شاباً لجريدة الأهرام لتغطية نشاط الرئيس أنور السادات -رحمه الله- إلا أن القدر أراد لى يومها أن أغطى «للأهرام» وصول الإمبراطور محمد رضا بهلوى وأسرته عند مغادرتهم الأخيرة لطهران.

فجأة، وجدت نفسى، وحيداً، قليل التجربة، مطلوباً منى أن أتابع أهم قصة إخبارية فى العالم.

كان الحدث، يبدو للوهلة الأولى هو إيران وكان بطله -للوهلة الأولى- يبدو الشاه وكان المعارض لهذه الزيارة هو أية الله الخمينى، الذى يقود الثورة الشعبية من منزله فى «نوف لوشاتو» خارج باريس.

والآن وبعد مرور سنوات منذ العام 1979 يتبين للإنسان، أن الحدث مكانه مصر وليس إيران، وبطله هو العظيم الراحل أنور السادات وليس الشاه، وأن غضب المعارضة هو غضب الجماعات الإسلامية المصرية وليس «الخمينى»!

كانت تعليمات الرئيس السادات يومها هى معاملة الشاه بروتوكولياً وإعلامياً وإنسانياً كزعيم دولة وصديق لمصر.

أهمية قرار القبول باستضافة الشاه من رئيس مصر على أرض مصر بترحيب من الشارع المصرى، يعكس حضارة شعب وشجاعة زعيم، وسماحة إنسان.

بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، كنت فى واشنطن لحضور ندوة عن مصر فى جامعة جورج تاون، وفى هذه الندوة قال الدبلوماسى المخضرم هارولد سوندرز، الذى كان يعمل وكيلاً للخارجية الأمريكية فى إدارة الرئيس جيمى كارتر: هل تعرف ما أهم قرارات أنور السادات؟

كانت الإجابة تنحصر ما بين دوره كبطل لحرب أكتوبر المجيدة، أو مبادرته للسلام مع إسرائيل وزيارته للقدس، ولكن «سوندرز» قال: «بالتأكيد قرارا الحرب والسلام قراران تاريخيان، لكنهما من وجهة نظرى ليسا الأهم».

سألته: إذن، ما القرار الأهم للرئيس أنور السادات من وجهة نظرك؟

قال: شجاعته العظمى فى استقبال شاه إيران المخلوع هو وأسرته وإعطاؤه اللجوء لمصر والعلاج بها، وإقامة جنازة عالمية له فى مصر ودفنه فيها.

عدت وسألته: ولماذا تعطى هذا القرار أهمية؟

قال: استطاع «السادات» أن يعطيه هذا اللجوء بهذه الرعاية الكريمة فى وقت فقدنا نحن هنا فى واشنطن مقومات الشجاعة والإنسانية وتخلينا عنه سياسياً وإنسانياً.

القرار الأمريكى برفض استقبال الشاه جاء بعد ثمانية أشهر من آخر زيارة لإمبراطور إيران وزوجته إلى واشنطن فى عهد الرئيس كارتر.

يومها وقف الرئيس الأمريكى فى قاعة الاحتفالات بالبيت الأبيض، رافعاً كأس النخب للترحيب بالشاه فى حفل عشاء رسمى مهيب قائلاً: «أنت من أعظم الأصدقاء التاريخيين للولايات المتحدة الأمريكية ونموذج حكمك هو نموذج رائع للتحديث والإصلاح، ونحن نعتبر أن إيران فى عهدكم هى جزيرة للتقدم وواحة للأمان».

خروج الشاه إلى مصر، يجب التوقف أمامه بالتأمل العميق، لأن له دلالتين:

الأولى: أن الولايات المتحدة لا صديق لها، ولا حليف دائم، ولا عزيز عليها من الناحية العاطفية، هى فقط تتعامل من منظور المصلحة الذاتية الوقتية، لذلك فإن كل دولة أو نظام أو زعيم يمكن التضحية به أو بهم عند الضرورة.

الدلالة الثانية: أن أنور السادات إنسان عظيم، صاحب مبادئ، لم ينزع الأخلاقيات عن صناعة القرار، لذلك تحمل ما لا يطيق بشر وواجه عواصف الداخل والخارج حينما فتح أبواب مصر للشاه وأسرته.

كان الرئيس السادات دائم الترديد لن ننسى للشاه أنه رغم علاقته المميزة بإسرائيل والولايات المتحدة وقف مع مصر سياسياً ومادياً أثناء حرب أكتوبر، وشارك فى قرار قطع النفط عن العالم دعماً للعرب.

أنور السادات عرف معنى الإنسانية ومعنى الوفاء، فى عالم لعبة الأمم التى لم تعرف سوى المصالح والانتهازية وبيع الضمائر.

رحم الله أنور السادات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعظم قرارات السادات كإنسان أعظم قرارات السادات كإنسان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon