بقلم : عماد الدين أديب
أسوأ شىء يمكن أن يحدث لسياسى فى موقع المسئولية التنفيذية العليا فى مجتمع ديمقراطى هو أن تتناقض أقواله مع أفعاله بشكل فاضح!
هذا بالضبط ما وقع فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس الأول.
منذ ساعات مضت افتتح الرئيس دونالد ترامب فعاليات أسبوع حاشد يحمل عنوان «صُنع فى أمريكا»، وكان ذلك متسقاً مع دعوته فى حملته الرئاسية بضرورة تشجيع الصناعة فى الولايات المتحدة وإعادة التصنيع على أرض الوطن بدلاً من حدوث ذلك فى الصين ودول جنوب شرق آسيا والمكسيك من أجل الحصول على عمالة رخيصة.
وظل «ترامب» ليل نهار يرفض اتفاقية التجارة الحرة مع المكسيك وكندا، ويهاجم الصين التى تغمر الأسواق الأمريكية بالبضائع الرخيصة التى تهدد الأسواق والصناعة وترفع من البطالة.
وحينما افتتح «ترامب» هذا الأسبوع المسمى «صُنع فى أمريكا» خرجت وسائل الإعلام المعارضة التى تنتمى للحزب الديمقراطى تسأله: كيف تدعو إلى دعم الصناعة الوطنية وأنت لديك مصانع لتصنيع الملابس فى بنجلاديش والهند وإندونيسيا؟!
وقالت المعارضة أيضاً: وماذا تقول لابنتك إيفانكا التى تعمل معك فى البيت الأبيض وهى تنتج معظم «ماركات» شركات الملابس والأحذية التى تمتلكها فى دول جنوب شرق آسيا؟!
لقد وقع ترامب وابنته فى المحظور.. يطالبان بالشىء ويفعلان نقيضه.
لا يمكن للحاكم أن يطالب بمبادئ وهو يفعل نقيضها.
لا يمكن للحاكم أن يدعو للنزاهة والشرف وهو فاسد ومرتشٍ.
لا يمكن للحاكم أن يدعو للعدل وهو مستبد.
وكما يقول المثل الصينى: لا يستقيم الظل والعود أعوج.