يحفر رجب طيب أردوغان قبره السياسى بنفسه من خلال «معول» حماقاته السياسية ومغامراته العسكرية!
منذ أن دخل الرجل مجال السياسة لم يقترب سيف الخطر من رقبته، مثلما هو الحال اليوم، إلى الحد الذى يتوقع فيه الخبراء ألا يستمر فى مزاولة دورته الرئاسية التى تنتهى بعد أكثر من ثلاث سنوات من الآن.
أين أخطاء «أردوغان» القاتلة؟
1 - أنه وضع مصلحة (الحزب - الجماعة) فوق مصلحة الوطن.
2 - أنه إخوانى أكثر منه تركياً.
3 - أن حلمه بـ«تركيا الكبرى» التى تحدث عنها علناً عام 2002 يقوم على دفع فاتورة أسطورية مدمرة لتحقيق ضلالات إعادة حكم الخلافة العثمانية إلى المنطقة، بما يستدعى تحطيم الحدود المستقرة، التى تم ترسيمها فى المنطقة عقب الحربين العالميتين.
4 - أنه نفسياً يتصرّف بغرور القوة الاقتصادية التى بناها تورجوت أوزال ونجم الدين أربكان، والقوة السياسية التى بناها وأسسها أحمد داوود أوغلو وعبدالله غول، وعلى بابا جان، والقوة العسكرية التى أسسها جنرالات الجيش، والهيئة العليا للأركان، التى أصبح معظمهم فى المعتقل، أو أحيل للتقاعد المبكر، عقب محاولة الانقلاب.
5 - أنه شخصية صدامية للغاية تلعب بخيلاء وتعالٍ لعبة حافة الهاوية مع الجميع، كباراً وصغاراً، مما يفتح عليه أبواب جهنم، بدءاً من العقوبات التجارية، إلى عدم قبوله فى الاتحاد الأوروبى، إلى شكوى الجميع منه، باعتباره «رجل أوروبا المزعج والمريض».
نجح «أردوغان» فى الفشل، كما فشل فى النجاح فى أن يصبح مقبولاً كجزء من منظومة قوى التأثير الإيجابى فى القوى الإقليمية والدولية.
كان لـ«دزرائيللى» رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، مقولة شهيرة تعبر عن حالة «أردوغان» يقول: «إذا أصبحت مصدراً دائماً للمتاعب، انتهى أمرك عاجلاً أو آجلاً».
هناك استحالة نسبية فى أن يكون لدولة ما تعيش تحت حالة من العقوبات، فى ظل عالم مأزوم اقتصادياً، أن تحارب فى العراق وسوريا وليبيا، وتكون لها قطع بحرية فى شرق المتوسط، ولديها قوات أمن فى قطر وجيبوتى والصومال فى آن واحد.
هناك استحالة نسبية لحاكم فى عصرنا هذا يكون فى خلاف شخصى علنى مع حكام روسيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبى، واليونان وقبرص ومصر والسعودية والإمارات والجزائر وسوريا وهولندا والدنمارك فى آن واحد.
علمنا التاريخ، وهو خير معلم، أن الصدام مع الجميع، فى آن واحد، وفى الوقت ذاته يؤدى -بالضرورة- إلى هلاك المتصادم.
حدث هذا مع هولاكو والإسكندر، ونابليون، وهتلر، وصدام، والقذافى، وغيرهم ممن لم يعرفوا «حدود القوة» والقواعد الحاكمة التى تدير سياسات العالم.
من هنا تظهر حكمة محمد على باشا، الذى طلب من إبراهيم باشا العودة بجيشه، رغم أنه كان على أبواب القسطنطينية حتى لا يهلك، لأنه تجاوز الخط الأحمر للقوة.
ومن هنا تصدق عبارة «ميكافيللى»، وهو ينصح «الأمير»: «لا تحارب أعداءك جميعهم دفعة واحدة حتى لا يتناسوا خلافاتهم ويتجمعوا ضدك وعليك، فتهلك».