توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نفهم موقف الفريق أحمد شفيق؟

  مصر اليوم -

كيف نفهم موقف الفريق أحمد شفيق

بقلم : عماد الدين أديب

كان القائد العسكرى الفذ الفيلد مارشال مونتجمرى يضع على مكتبه الخاص أثناء معركة العلمين الشهيرة صورة واحدة فقط تزين طاولته، تلك كانت صورة خصمه وعدوه اللدود «روميل»!

كان «مونتجمرى» من تلك المدرسة البريطانية القديمة التى تؤمن بأن أفضل سلوك للتعامل مع الآخر سواء: بالحرب أو السلم والحياد أن تفهم -بالضبط- مكونات عقله، وطبيعة شخصيته، ودوافع موقفه. كان مونتجمرى يجلس بالساعات أمام صورة عدوه، ويحاول أن يتابع تصرفاته دقيقة بدقيقة، ويسأل نفسه لو كنت مكانه، وبناء على مكونات شخصيته ماذا كنت أفعل فى هذا الموقف؟

ومن خلال هذا السلوك، أى سلوك «فهم الآخر» كما هو دون إضافة أو حذف، استطاع الفيلد مارشال مونتجمرى أن يحطم جيش روميل فى العلمين، وينهى أسطورة من أهم أساطير العالم العسكرية.

ومنذ ساعات والدنيا قامت ولم تقعد حول الفريق أحمد شفيق، رئيس وزراء مصر الأسبق، والمرشح الرئاسى الذى تحدى المرشح الإخوانى د.محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة عام 2012.

هنا نسأل بناءً على منهج مونتجمرى مع روميل: كيف يمكن أن نفهم حقيقة مواقف ودوافع الفريق شفيق؟

تعالوا نناقش هذه المسألة بعقل بارد وبهدوء وحكمة:

غادر الفريق شفيق وعائلته المكونة من ابنتيه وأحفاده دون زوجيهما إلى الإمارات توجساً من تفاعلات قضية ما يعرف باسم قضية أرض الطيران التى أكد فيها الفريق شفيق، من وجهة نظره وفريق دفاعه، أنها مسألة مسيسة، وأنه برىء تمام البراءة من أى تهمة فيها.

وبناءً على نصيحة من أحد الأصدقاء، غادر الفريق شفيق مصر إلى الإمارات، وهى أكثر «الدول المرتبطة بحسن العلاقات مع الحكم الحالى فى مصر».

وعاش هناك هو وعائلته فى سكينة وهدوء ودون أى مشاكل أو تصريحات تزعج القاهرة.

ولاحظ الفريق شفيق ابتعاد وسائل الإعلام الخاصة فى مصر عنه، وخفوت صوت حزبه السياسى، الذى كان من مكونات حركة تمرد ومن تيار 30 يونيو 2013.

كان الفريق شفيق يعتقد أنه «جزء من نظام 2013»، وليس خصماً له.

عاش الفريق شفيق يعانى من عقدة ذنب إنسانية، أنه بشكل غير مقصود مسئول عن تفرقة ابنتيه وأطفالهما عن زوجيهما، فابنتاه والأحفاد يعيشون فى الإمارات والزوجان يعيشان فى القاهرة حيث مصالحهما وأعمالهما.

كان حلم الفريق شفيق، وما زال، أن يعود لمصر، بعد أن تقدمت به السن، كى يكمل ما تبقى له من عمر فيها، وأن يدفن بجانب شريكة عمره السيدة الفاضلة زوجته، رحمها الله.

دوافع الفريق شفيق بالدرجة الأولى إنسانية، قبل أن تكون رغبة فى سلطة أو تسابقاً على منصب، لذلك إذا رأيتموه غاضباً فافهموا مشاكله واعذروه.

لذلك كله أعتقد أن حالة الفريق أحمد شفيق هى قضية شديدة السهولة، وشديدة الصعوبة!

إذا فهمنا دوافع الرجل، وتولى الملف من يجيد «فهم وحل مشاكل البشر» لانتهت المسألة فى دقائق، وإذا حدث العكس تعقدت المسألة دون أى منطق أو مبرر معقول.

وأعرف أن هناك من يسن أسنانه كى يقول لى إن المسألة سياسية بامتياز، لأن الرجل قرر أن يرشح نفسه للرئاسة؟

أقول «يا ريت» نحن نبحث عمن يخلق منافسة سياسية حقيقية فى مصر، خاصة أن تاريخ وإنجازات الرئيس السيسى تضعه فى مكانة ومكان مريحين للغاية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نفهم موقف الفريق أحمد شفيق كيف نفهم موقف الفريق أحمد شفيق



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon