بقلم عماد الدين أديب
ذكر الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى حواره الأخير، مصطلحاً بالغ الأهمية أرجو أن نتوقف أمامه طويلاً بالفهم والتحليل.
اشتكى الرئيس من عدم فهم البعض للكثير من القضايا التى يتحدثون عنها، ووصف ذلك بنقص ثقافة التفاصيل.
ثقافة التفاصيل تعنى ألا يُدلى الإنسان برأى ويقوم بتحليل أى موضوع إلا إذا كان دارساً وعالماً لتفاصيل الملف الذى يتحدث عنه.
بعضنا -للأسف- يتصدى لملفات أساسية شديدة الحساسية والخطورة دون الإلمام بتفاصيلها الدقيقة، ويعتمد بالدرجة الأولى على القشور أو العناوين التى تنشر عنها فى وسائل التواصل الاجتماعى التى غالباً ما تكون كيدية أو مسيَّسة.
نحكم على مشروع بالفشل أو على مسئول بالفساد أو على صفقة بأنها مشبوهة أو على اتفاقية بالجريمة، أو على تصريح مشوه بالخيانة، ونحن لا نملك النص الأصلى ولا معرفة بالحقائق ولا التطور التاريخى للمسألة.
من آفات النخبة السياسية فى مصر التعميم والتسطيح والتربص والكيدية وشخصنة المواقف وتسييس الحقائق.
لا يمكن أن يكون انطباعنا الشخصى هو الحقيقة المطلقة، ولا يمكن إطلاق أى حكم على أى مسألة أو أى شخص دون المعرفة الكافية بالوقائع والحقائق والتفاصيل.
نحن نرتكب كل يوم مليون جريمة فى حق الحقيقة، وحق الوطن، وحق أنفسنا حينما نتدخل فى قضايا وملفات لا نعرف عنها شيئاً سوى القليل النادر.
نحن نجعل من أنفسنا قضاة نصدر حكم الإعدام على غيرنا دون أن نقرأ الملف!