بقلم : عماد الدين أديب
لا بد أن يقف العرب - تحديداً - مع نظام الحكم فى سوريا فى معركته مع قوات الغزو التركية الموجودة عنوة فى شمال شرق سوريا.
وقبل أن يتهمنى أى مخلوق على كوكب الأرض بأننى تنازلت عن مواقفى السابقة تجاه الصراع الداخلى فى سوريا، تعالوا نرجع إلى المبادئ الحاكمة التالية:
1- لا بد أن نكون مع الحكم العادل الرشيد.
2- لا بد أن نكون مع مشروع الدولة الوطنية ضد مشروع الميليشيات.
3- لا بد أن نكون مع أن تكون دمشق، عاصمة الخلافة الأموية وأقدم مدن التاريخ، منسجمة مع محيطها العربى.
4- لا بد أن نكون ضد أى حكم طائفى أو أقلوى أو مناطقى.
5- لا بد أن نكون مع عودة النازحين واللاجئين إلى بيوتهم الأصلية وتعويضهم عن الأضرار.
ولكن الآن، تخوض سوريا معركة أساسية ضد ميليشيات التكفير المدعومة من تركيا وقطر من أجل إقامة سلطة (نؤيدها أو لا نؤيدها، نتفق معها أو نختلف معها) هى سلطة وطنية سورية.
لا أفهم منطق الرئيس أردوغان الذى يرتع بمنجزراته وآلياته وقواته عند نقاط المراقبة فى إدلب، وكأنها أرض موروثة من الخلافة العثمانية السابقة التى تنازل عنها فى اتفاق لوزان عام 1911.
الجيش السورى، سواء كان جيش الشعب أو جيش النظام هو فى النهاية يحارب على أرضه من أجل أرضه، بينما جيش تركيا والميليشيات الـ86 المستوردة من الخارج تحت شعارات إنقاذية إسلامية هى قوات أجنبية دخيلة تحتل أراضى لا تملكها، وبالتالى فهى قوى احتلال.
من هنا علينا دائماً أن نفرق جيداً بين الوقوف مع «سوريا النظام» منذ اندلاع أحداث درعا عام 2012 حتى تاريخه، وبين حق سوريا المشروع فى حماية أراضيها من قوات احتلال تريد تغيير الجغرافيا السياسية عربياً ودولياً بالقوة المسلحة رغماً عن مؤسسات الدولة الرسمية.
معركة إدلب هى معركة النهاية فى سوريا لقوات أردوغان.
فشل أردوغان فى سوريا هو مقدمة سقوط المشروع العثمانى الجديد للرجل الأحمق، لذلك يجب أن نتجاوز الخلاف السابق والمستمر والضرورى مع دمشق من أجل هدف أعظم وأهم وهو تحرير سوريا وإسقاط مشروع أردوغان.
أخيراً رسالتى: «اختلفوا مع سوريا كما تريدون، لكن فى معركة إدلب لا بد من دعمها حتى الموت».
ولنتذكر دائماً حكمة بطل فرنسا العظيم شارل ديجول الذى قال: «يجب أن يعرف السياسى متى يحارب ومتى يعارض؟ متى يؤيد ومتى يختلف؟ ومتى يؤيد خصمه حينما تستدعى الضرورة، ومتى يخالف حلفاءه إذا دعا الأمر»