بقلم - عماد الدين أديب
يقول سليمان باشا الفرنساوى، أحد كبار قادة الجيش الفرنسى، واسمه الحقيقى «الكولونيل سيف»، واصفاً سيناء «إنها الرابط بين قارتى آسيا وأفريقيا، بها تلك المضايق الحاكمة».
ويضيف كاتباً: «إن من يسيطر على مضايق سيناء يسيطر على شبه الجزيرة التى تبلغ مساحتها 60 ألف كم مربع، ومن يتحكم فى سيناء يتحكم فى الطريق إلى المشرق العربى كله».
إن سيناء أرض الفيروز بالنسبة لمصر هى أكثر من جبل موسى ودير سانت كاترين وأهم من البترول والغاز والفوسفات والمعادن، وأهم من سواحلها الشاطئية.. إنها بوابة القتال من مصر إلى الخارج، ومدخل الغزاة إلى البلاد.
المثير للاهتمام أن معنى كلمة سيناء المختلَف عليه هو «الحجر» أو بالهيروغليفية أرض الجدب والعراء أو «حوربب» أى «أرض الخراب»!
كل هذه التسميات التاريخية تعكس كونها أرض قتال صعبة وفيها مشقة وصعوبة لمن يسعى أن يعيش فوق ترابها.
والتقسيم الإدارى لها يعكس اتساعها، فهى تضم سيناء الشمالية وسيناء الجنوبية، ومدينة بورفؤاد ومركز القنطرة شرق وحى الجناين.
حينما نتحدث عن سيناء فنحن نتحدث عن مساحة 6٪ من مساحة مصر، ونتحدث عن الأرض التى ترسم حدودنا مع غزة وإسرائيل، لذلك فهى ذات تأثير رئيسى فى خليج العقبة وسلامة قناة السويس وأمن البحر الأحمر ويحدها شمالاً البحر المتوسط.
وفى السنوات الأخيرة أصبحت سيناء هى بوابة الخطر عبر أنفاق رفح التى يأتى منها الإرهابيون والسلاح والمتفجرات والمخدرات والترامادول والدولارات المزيفة والأدوية المغشوشة.
أمن الحدود يؤثر على أمن المضايق، وأمن المضايق يؤثر على أمن القناة، وأمن القناة يؤثر على أمن القاهرة، وأمن القاهرة يؤثر على أمن الدولة الوطنية.
قد تبدو هذه أموراً بديهية، لكنها مهمة للغاية حتى نفهم معركة تحرير سيناء الثانية التى تتم الآن على قدم وساق.
نقلا عن جريدة الوطن القاهرية