توقيت القاهرة المحلي 06:22:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نعمة الغباء وأهمية المتغابى!

  مصر اليوم -

نعمة الغباء وأهمية المتغابى

عماد الدين أديب

هذا عصر إذا كنت ذكياً فسوف تعيش حياتك شقياً!

الذكاء -فى هذا الزمن- لم يعد نعمة على صاحبه، ولكن أصبح نقمة!

التعريف العلمى للذكاء هو القدرة على فهم الأشياء وإدراكها والاختيار والمفاضلة بين البدائل.

هذا التعريف يؤدى بك إلى أنك إذا كنت ذكياً فأنت منطقى بالضرورة!

نحن فى زمن اللامعقول، واللامنطق وهيستيريا الجنون، وفقدان رجاحة العقل، ورفض الحوار والرغبة فى الاشتباك الدائم مع الآخرين، عليك ألا تكون منطقياً!

هذا كله يؤدى إلى منطق معكوس ومغلوط يقول: الذكى يعيش الآن فى جحيم، أما الغبى فهو ينعم فى راحة استثنائية!

ما أعظم الأمور أن يكون عقلك لا يعمل مثل محركات السيارات التى لا يستخدمها أصحابها أبداً، فتبقى دائماً «على الزيرو».

ما أجمل أن ينهار كل شىء حولك وأنت لا تعانى بالمرة لأنك لا تدرك أى شىء مما يدور حولك!

ما أبدع ألا تفهم ما يقال فى نشرات الأخبار التى تجلد عقلك صباحاً ومساءً بأسوأ الأخبار عن حوادث واغتيالات وكوارث وخيانات وحروب أهلية وضحايا ولاجئين ومشردين ونازحين وقتلى من النساء والعجائز والأطفال والرضع.

ولكن ماذا يفعل الذكى حتى يوقف معاناة استخدام عقله؟

الإجابة هى أن يتحول الذكى إلى أن يتغابى، أما إذا كان «غبى أصلى» وليس تقليداً أو مزوراً فإنه -بلا شك- من السعداء!

و«التغابى» هو جواز المرور لتحمل جنون هذا العصر، وهو إحدى أهم الوسائل لتجنب آلام الحقيقة ودفع ثمن مواجهة النفس بالواقع المخيف! ومنهج «التغابى» كان وما زال طوق النجاة منذ بدء الخليقة حتى يومنا هذا.

وكان حكماء العرب منذ عصور الجاهلية ينصحون شبابهم المندفع بالسعى إلى تجنب مواجهة الحقائق بشكل صريح وأمين، حتى لا يضطرهم إلى مواجهات تودى بحياتهم!

وليس هناك أفضل مما قاله الشاعر العربى «أبوتمام» وهو يعظم ويمجد التغابى حينما قال: ليس الغبى بسيد فى قومه لكن سيد قومه المتغابى (!!).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعمة الغباء وأهمية المتغابى نعمة الغباء وأهمية المتغابى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon