توقيت القاهرة المحلي 03:51:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وفاة مبارك تطرح: كيف نحكم على الحكام؟ (1)

  مصر اليوم -

وفاة مبارك تطرح كيف نحكم على الحكام 1

بقلم : عماد الدين أديب

أثارت وفاة الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، رحمه الله، عن عمر يناهز الـ92 عاماً، من وجهة نظرى، قضية جوهرية، وسؤالاً حاكماً يتعين علينا فى مصر والعالم العربى أن نطرحه بشجاعة وموضوعية وشفافية على عقولنا وضمائرنا: ما مقياس الحكم على الحاكم فى أى زمان أو مكان؟ ما زلنا، حتى كتابة هذه السطور، نحكم على الحكام تاريخياً بشكل انطباعى، عاطفى شخصانى، ودون أن نضع «قواعد حاكمة» ومؤشرات علمية يمكن على أساسها إعطاء تقييم أقرب إلى الإنصاف للحاكم سلباً أو إيجاباً.

هناك مجموعة من المؤشرات استقرت وتراكمت على مر الزمن أصبحت بمثابة مرجع يمكن استخدامه فى تقييم أداء الحكام:

1 - كيف وصل إلى السلطة؟

2 - هل حكم رغماً عن غالبية الشعب أم برضاء أغلبهم؟

3 - يوم تسلم السلطة، كيف كان حال الاقتصاد: الديون، ميزان التجارة، الاحتياطى النقدى، توافر السلع الأساسية، معدل السياحة، حجم الواردات، حجم الصادرات، معدل البطالة، معدل التضخم.

4 - حينما تولى الحكم، كيف كانت الخارطة الطبقية الاجتماعية، حجم الطبقة الوسطى، معدل رضاء الناس عن حياتهم.

5 - حينما تولى الحكم، كيف كانت طبيعة الخدمات العامة: صحة، تعليم، نقل، طرق، توافر سلع أساسية؟

6 - حينما تولى الحكم، كيف كان حال الاستقرار الأمنى، حجم الإرهاب التكفيرى، الجريمة المنظمة، الأمن العام، السلاح غير الشرعى، عدد المعتقلين السياسيين.

7 - عندما تولى الحكم، ما علاقة السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية وحجم احترام القانون والدستور واستقلال القضاء؟

8 - عندما تولى الحكم، كيف كان مؤشر الحريات العامة والخاصة ومساحات حرية التعبير والحوار وحقوق الإنسان.

9 - حينما تولى الحكم، كيف كانت سلامة أراضيه، وحدوده الجغرافية وحجم استقرار محيطه الجغرافى، ووضعه الإقليمى.

10 - يوم تولى الحكم، كيف كان شكل القوى الحاكمة فى العالم، وسياستها المتبعة تجاه المنطقة وطبيعة علاقاتها مع بلاده؟

11 - حينما تولى الحكم، كيف كان مستوى الأداء العسكرى لجيشه مقارنة بجيوش المنطقة وجيوش العالم؟

بعد ذلك كله، وعندما نوفر قاعدة بيانات دقيقة لا تعرف «شيطنة» أو «تقديساً»، لا تعرف عشقاً سياسياً أو «كراهية ثأر تاريخى» يمكن مقارنتها بقاعدة بيانات دقيقة يوم ترك الحكم ومقارنة كيف تسلم مقاليد السلطة وكيف تركها؟

هذا من ناحية مقاربة ومقارنة المؤشرات والإحصاءات الدقيقة، ولكن يتعين أيضاً الفهم الدقيق للظروف والعناصر المحيطة بالحاكم يوم اتخذ قراره وليس بمنظور اليوم.

أسوأ التقديرات لأى مراقب أو محلل أو مؤرخ أن يقوم بتقييم أى حاكم بظروف اليوم، وليس بنفس الظروف التى عايشها ذلك الحاكم حينما اتخذ قراره.

من السهل أن نقوم بالتنظير والفلسفة والجدل حول «الينبغيات» يعنى ينبغى أن، وينبغى أن، وينبغى أن دون أن نراعى الظروف التاريخية التى أحاطت بالقرار وصاحبه.

الكلام سهل، والفعل صعب، والانتقاد دون ضمير أصبح مباحاً، والتقييم الموضوعى أصبح نادراً، والانطباع والعاطفة والشخصانية هى المسيطرة على أحكام معظم الناس.

حتى الآن ما زلنا نكره معاوية لما فعله مع آل البيت، وما زلنا نحب ونكره صدام حسين لأسباب طائفية، ونؤيد ونعارض «القذافى» لأسباب مناطقية، ونعشق ونمقت جمال عبدالناصر لأسباب طبقية، ونحترم ونكره ياسر عرفات لأسباب «فصائلية» فلسطينية، ونقدس أو نلفظ بشير الجميل لأسباب مذهبية وعائلية مسيحية.

الحكم على صُناع القرار، وقراراتهم فى عالمنا العربى يفتقر تماماً إلى الموضوعية، أو اللجوء للأدوات والمؤشرات والمرجعيات العلمية والعالمية.

غداً نتوقف بموضوعية، قدر الإمكان، حول تجربة الرئيس الراحل حسنى مبارك، رحمه الله، وطيّب ثراه. (يتبع).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفاة مبارك تطرح كيف نحكم على الحكام 1 وفاة مبارك تطرح كيف نحكم على الحكام 1



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon