توقيت القاهرة المحلي 07:28:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وفاة مبارك تطرح: كيف نحكم على الحكام؟ (1)

  مصر اليوم -

وفاة مبارك تطرح كيف نحكم على الحكام 1

بقلم : عماد الدين أديب

أثارت وفاة الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، رحمه الله، عن عمر يناهز الـ92 عاماً، من وجهة نظرى، قضية جوهرية، وسؤالاً حاكماً يتعين علينا فى مصر والعالم العربى أن نطرحه بشجاعة وموضوعية وشفافية على عقولنا وضمائرنا: ما مقياس الحكم على الحاكم فى أى زمان أو مكان؟ ما زلنا، حتى كتابة هذه السطور، نحكم على الحكام تاريخياً بشكل انطباعى، عاطفى شخصانى، ودون أن نضع «قواعد حاكمة» ومؤشرات علمية يمكن على أساسها إعطاء تقييم أقرب إلى الإنصاف للحاكم سلباً أو إيجاباً.

هناك مجموعة من المؤشرات استقرت وتراكمت على مر الزمن أصبحت بمثابة مرجع يمكن استخدامه فى تقييم أداء الحكام:

1 - كيف وصل إلى السلطة؟

2 - هل حكم رغماً عن غالبية الشعب أم برضاء أغلبهم؟

3 - يوم تسلم السلطة، كيف كان حال الاقتصاد: الديون، ميزان التجارة، الاحتياطى النقدى، توافر السلع الأساسية، معدل السياحة، حجم الواردات، حجم الصادرات، معدل البطالة، معدل التضخم.

4 - حينما تولى الحكم، كيف كانت الخارطة الطبقية الاجتماعية، حجم الطبقة الوسطى، معدل رضاء الناس عن حياتهم.

5 - حينما تولى الحكم، كيف كانت طبيعة الخدمات العامة: صحة، تعليم، نقل، طرق، توافر سلع أساسية؟

6 - حينما تولى الحكم، كيف كان حال الاستقرار الأمنى، حجم الإرهاب التكفيرى، الجريمة المنظمة، الأمن العام، السلاح غير الشرعى، عدد المعتقلين السياسيين.

7 - عندما تولى الحكم، ما علاقة السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية وحجم احترام القانون والدستور واستقلال القضاء؟

8 - عندما تولى الحكم، كيف كان مؤشر الحريات العامة والخاصة ومساحات حرية التعبير والحوار وحقوق الإنسان.

9 - حينما تولى الحكم، كيف كانت سلامة أراضيه، وحدوده الجغرافية وحجم استقرار محيطه الجغرافى، ووضعه الإقليمى.

10 - يوم تولى الحكم، كيف كان شكل القوى الحاكمة فى العالم، وسياستها المتبعة تجاه المنطقة وطبيعة علاقاتها مع بلاده؟

11 - حينما تولى الحكم، كيف كان مستوى الأداء العسكرى لجيشه مقارنة بجيوش المنطقة وجيوش العالم؟

بعد ذلك كله، وعندما نوفر قاعدة بيانات دقيقة لا تعرف «شيطنة» أو «تقديساً»، لا تعرف عشقاً سياسياً أو «كراهية ثأر تاريخى» يمكن مقارنتها بقاعدة بيانات دقيقة يوم ترك الحكم ومقارنة كيف تسلم مقاليد السلطة وكيف تركها؟

هذا من ناحية مقاربة ومقارنة المؤشرات والإحصاءات الدقيقة، ولكن يتعين أيضاً الفهم الدقيق للظروف والعناصر المحيطة بالحاكم يوم اتخذ قراره وليس بمنظور اليوم.

أسوأ التقديرات لأى مراقب أو محلل أو مؤرخ أن يقوم بتقييم أى حاكم بظروف اليوم، وليس بنفس الظروف التى عايشها ذلك الحاكم حينما اتخذ قراره.

من السهل أن نقوم بالتنظير والفلسفة والجدل حول «الينبغيات» يعنى ينبغى أن، وينبغى أن، وينبغى أن دون أن نراعى الظروف التاريخية التى أحاطت بالقرار وصاحبه.

الكلام سهل، والفعل صعب، والانتقاد دون ضمير أصبح مباحاً، والتقييم الموضوعى أصبح نادراً، والانطباع والعاطفة والشخصانية هى المسيطرة على أحكام معظم الناس.

حتى الآن ما زلنا نكره معاوية لما فعله مع آل البيت، وما زلنا نحب ونكره صدام حسين لأسباب طائفية، ونؤيد ونعارض «القذافى» لأسباب مناطقية، ونعشق ونمقت جمال عبدالناصر لأسباب طبقية، ونحترم ونكره ياسر عرفات لأسباب «فصائلية» فلسطينية، ونقدس أو نلفظ بشير الجميل لأسباب مذهبية وعائلية مسيحية.

الحكم على صُناع القرار، وقراراتهم فى عالمنا العربى يفتقر تماماً إلى الموضوعية، أو اللجوء للأدوات والمؤشرات والمرجعيات العلمية والعالمية.

غداً نتوقف بموضوعية، قدر الإمكان، حول تجربة الرئيس الراحل حسنى مبارك، رحمه الله، وطيّب ثراه. (يتبع).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفاة مبارك تطرح كيف نحكم على الحكام 1 وفاة مبارك تطرح كيف نحكم على الحكام 1



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 07:07 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نيللي كريم تعيش حالة من النشاط الفني
  مصر اليوم - نيللي كريم تعيش حالة من النشاط الفني

GMT 22:12 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 1.01% في أسبوع

GMT 21:55 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبوريدة يبحث ترتيبات مباراة مصر وتونس مع وزير الشباب

GMT 22:51 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف نوع جديد من العناكب الذئبية جنوب إيران

GMT 21:31 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

حنان ترك غاضبة من حلا شيحة بعد خلعها الحجاب

GMT 07:06 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

أبوسعدة يكشف عن تنفيذ قطر حُكم تعويض أسر القتلى

GMT 18:35 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

آبل تستبدل بعض هواتف "iPhone X" التي تعاني من مشاكل

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

حمادة صدقي يعلن دراسة السنغال بشكل جيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon