بقلم : عماد الدين أديب
نحن فى مصر لا نعرف كيفية تسويق أى شىء أو أى منتج أو خدمة.
فشلنا فى التسويق السياسى والسياحى والتجارى، والاستثمارى والرياضى.
لا يكفى أن ننجز أى شىء ولكن الأهم -فى هذا العصر- هو أن ننجح فى التسويق له.
وأفضل أشكال التسويق هو القدرة على الإخبار والإبراز لشىء حقيقى تم إنجازه، لأن تسويق الوهم أو الإنجاز الافتراضى هو نوع من التزوير والكذب.
لذلك حينما نرى فيلماً تسجيلياً عن أنفاق القناة الجديدة، أو مشروعات البترول، أو الطريق الدولى، أو مشروعات الإسكان ومشروع المليون ونصف المليون فدان يفاجأ الإنسان بأنها منجزات حقيقية وموجودة فى حياتنا، لكننا نجهل وجودها أو لا نعرف بالضبط حقيقة محتواها.
أما فى التسويق السياسى، فنحن حتى الآن لم ننجح فى شرح حقيقة الأوضاع فى سيناء، وحقيقة العبء الهائل والدور البطولى الذى يقوم به جنودنا وضباطنا فى الجيش والشرطة.
نحن نريد أفلاماً بالصوت والصورة عن العمليات التى تتم، وشهادات إنسانية لسكان المنطقة هناك، وندوات حوار على الهواء مباشرة مع السكان.
لا يمكن عزل خط القتال فى سيناء عن خط الحياة الطبيعية فى العاصمة والمحافظات.
لا بد أن يكون الناس جميعاً على ذات التفاعل النفسى بخطر الحرب على الإرهاب التكفيرى فى سيناء.
نحن لا نقدم خدمة للناس إذا فصلناهم عن حقيقة الصراع الدموى الدائر فى سيناء.
ما يحدث فى الاقتصاد والسياسة ليس حرب الحكومة وحدها، وما يحدث فى سيناء ليس حرب الجيش والشرطة وحدهما، إنها حربنا جميعاً.