بقلم عماد الدين أديب
هل هناك فاعلية حقيقية للضربات الجوية التى يقوم بها التحالف الدولى على أهداف مختارة لتنظيم داعش فى العراق وسوريا؟
هذا سؤال دقيق وتقنى يحتاج إلى إجابة مدققة.
جاءت الإجابة على لسان مصدر عسكرى أمريكى مسئول لمجلة «النيويوركر» الشهيرة التى تعتبر من أكثر الدوريات الصحفية المحترمة.
قال المصدر: «إن طيران التحالف الدولى قام بعمل 10 آلاف ضربة جوية فى العراق وخمسة آلاف فى سوريا ضد داعش وجبهة النصرة وفتح الشام، وإن هذه الضربات حققت أكثر من 90٪ من أهدافها، وأن حجم الخسائر البشرية التى تحملتها داعش والتنظيمات المتحالفة معها يبلغ 43 ألفاً بين قتيل وجريح».
ويجب علينا أن نأخذ هذه الأرقام بالجدية اللازمة، حيث إنه لم يتم نفيها أو تعديلها منذ نشرها.
وإذا صحت الأرقام فإن داعش تكون قد فقدت ثلثى قدرتها القتالية البشرية.
ورغم صدور هذه التصريحات فإن قوات التحالف الدولى وجيش العراق النظامى وما يعرف بالحشد الشعبى وقوات البيشمركة الكردية كلها ما زالت تخوض معارك ضارية منذ عشرة أسابيع فى الموصل ضد داعش.
ورغم هذه البيانات أيضاً فإن الطيران الحربى الروسى وطيران الجيش النظامى السورى وقوات الحرس الثورى الإيرانى وقوات حزب الله اللبنانى تحاصر مدينة حلب منذ 9 أسابيع ولم تستطع بعد أن تستولى عليها.
فى النهاية قد تسقط الموصل وحلب قبيل نهاية العام، ولكن الأمر المؤكد أن داعش تنظيم له أنصار على الأرض وله قوى مقاتلة مستعدة للموت مهما كان الثمن فادحاً.
هذا كله يجعل من يعتقد أن هناك حسماً عسكرياً فى سوريا والعراق واهماً وخاطئاً، وما زالت الحرب مستمرة!