توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احتمالات قطر: «الخسارة أو الخسارة»!

  مصر اليوم -

احتمالات قطر «الخسارة أو الخسارة»

بقلم: عماد الدين أديب

صانع القرار فى قطر يعيش -اليوم- أزمة وجودية ضاغطة بعد انضمام الإمارات والبحرين إلى اتفاق سلام مع إسرائيل بضمانة أمريكية.

القصة بسيطة وعميقة، والخيار صعب وسهل، والتأثير ورد فعلها على قطر سلبى فى جميع النتائج! أخطر ما فى القصة أن هذه الاتفاقات تشكل تحدياً شديداً للمكانة الخاصة للمحور القطرى التركى فى واشنطن.

أمام قطر -اليوم- 3 خيارات صريحة إزاء قطار السلام الخليجى والعربى مع إسرائيل:

الخيار الأول: أن تعلن الآن، أو قريباً، الانضمام وتحويل ما كان يتم سراً فى الخفاء بين تل أبيب والدوحة إلى «زواج علنى رسمى شرعى».

الخيار الثانى: أن تقوم بالاستمرار فى شيطنة الاتفاق، كما هو حادث الآن، عبر قناة «الجزيرة»، وعبر قنوات تركيا، وعبر وسائلها وأدواتها المشتراة والمتاحة حول العالم وتشجع «حماس» وكل «فصائل الممانعة» فى إدانة الاتفاق وتجريمه.

الخيار الثالث: أن تمسك العصى من المنتصف ولا تحسم الإدانة أو التأييد وتؤجل الخيار النهائى لحين معرفة اسم الرئيس الأمريكى المقبل بعد 50 يوماً.

إذن الخيارات ثلاثة: التأييد الفورى، استمرار الشجب، تأجيل القرار.

تعالوا نناقش تداعيات كل قرار.

إذا كان خيار صانع القرار فى الدوحة هو دعم الانضمام الإماراتى والبحرينى إلى عملية السلام مع إسرائيل بضمانة أمريكية، فإن ذلك لن يعطى أى مبرر سياسى أو منطقى أو أخلاقى للسياسة القطرية وأدواتها الإعلامية فى «إدانة وتجريم وتشويه أبوظبى والمنامة»، لأن الدوحة فى هذه الحالة ستكون «قد اقترفت ذات الجريمة».

أما إذا اختارت قطر، بناء على نصائح مستشاريها من «الإخوان وأنصار التيار القومى القدماء»، رفض الانضمام إلى التوقيع مع إسرائيل، فإن ذلك سيضع قطر فى 4 مخاطر كبرى:

1- سيُعتبر ذلك مخالفة صريحة لا تُغتفر للاتفاق التاريخى بين الأمير الأب «الشيخ حمد» حينما اتصل مندوبه الخاص بالإدارة الأمريكية طالباً أن تدعم واشنطن عملية انقلابه على الأمير الجد «الشيخ خليفة رحمه الله»، مقابل أن يلتزم بعدة تعهدات أهمها التعاون والاعتراف بالدولة العبرية.

2- سيكون ذلك مخالفاً لسياق التطورات التاريخية فى العلاقات بين الدوحة وتل أبيب مثل إقامة المكتب التجارى الإسرائيلى فى الدوحة والتعاون الأمنى على أعلى مستوى، والتعاون فى مجالات الاتصالات ومراكز الأبحاث، والتسويق السياسى، والإعلام.

وسيكون مضاداً لما تم إنجازه -فعلياً- من إجراءات فى التطبيع مثل زيارات زعماء إسرائيل للدوحة، وزيارات كبار المسئولين القطريين لإسرائيل للسياحة والعلاج والاستثمار.

3- سيُضعف ذلك من مكانة قطر لدى الولايات المتحدة، وسيعطى الدول التى أقامت علاقات مثل الإمارات والبحرين مكانة أعلى وأفضل من قطر لدى البيت الأبيض والكونجرس.

4- لن تصبح قطر بعد ذلك العاصمة المفضلة خليجياً لدى لوبى المال اليهودى وكارتل المؤسسات المالية العالمية، بل سيجعلها فى تصنيف سياسى سلبى.

نأتى للاحتمال الثالث وهو الأكثر انتهازية والذى يقوم على نظرية دعونا ننتظر حتى نتيقن تماماً من هو رئيس الولايات المتحدة المقبل، هل هو ترامب أم بايدن؟ ديمقراطى أم جمهورى؟

التأجيل فى هذه الحالة لن يفيد، لأن الملف يتصل بالعلاقة الإسرائيلية- الأمريكية.

فى واشنطن يعلمون تماماً أن كل ما هو ثابت قابل للتغيير إلا التزام الرئيس الأمريكى، أى رئيس، بالدعم الكامل غير المشروط لإسرائيل.

وبالدليل القاطع، فإن الحزب الديمقراطى الذى يحتضن -تقليدياً وتاريخياً- الصوت اليهودى الأمريكى، قد رحب قادته، وأولهم المرشح الرئاسى بايدن، بالاتفاق الإسرائيلى مع الإمارات والبحرين، وتعهدوا بدعمه المطلق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتمالات قطر «الخسارة أو الخسارة» احتمالات قطر «الخسارة أو الخسارة»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon