توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل توجد لدينا حياة حزبية؟

  مصر اليوم -

هل توجد لدينا حياة حزبية

عماد الدين أديب

لدينا فى مصر أكثر من مائة حزب شرعى لديه الحق فى ممارسة العمل السياسى، ولكن -رغم ذلك- لا توجد لدينا حياة حزبية.

لدينا «هياكل أحزاب»، ولكن لا توجد لدينا برامج أحزاب تتنافس وتتصارع سياسياً وفكرياً للاستحواذ على الشارع السياسى والحصول على الشعبية اللازمة لتحقيق أفكارها وبرامجها، ولكى تدافع عن المصالح التى تعبر عنها.

فى بريطانيا هناك فوارق جوهرية فى أيديولوجية وبرامج وسياسات حزب العمل وحزب المحافظين، وفى الولايات المتحدة هناك أسس وقواعد ومصالح مختلفة يعبر عنها الحزبان الديمقراطى والجمهورى.

وفى فرنسا هناك فوارق طبقية وأيديولوجية واسعة بين الحزب الاشتراكى وحزب الجبهة الوطنية اليمينى.

هكذا الأحزاب تسعى وتتنافس فى برامجها كى تعبر عن الأغلبية اللازمة للوصول إلى الحكم.

ورغم أن مصر من أقدم وأعرق التجارب البرلمانية فى العالم، فقد أسست منذ أكثر من 230 عاماً مجلس شورى النواب، وقدمت للعالم دستور 1923، الذى اشتقت نصوصه من الدستورين البلجيكى والفرنسى والذى يعتبر من أهم الوثائق الدستورية فى تاريخ مصر والعالم، إلا أن فكرة مبدأ تداول السلطة معطلة منذ عام 1952 حينما قامت حركة 23 يوليو 1952 وعطلت بعدها الحياة الحزبية تحت دعوى «فساد الأحزاب»، ولم تقم بعدها بالإصلاح السياسى اللازم وأصبح ما يعرف باسم مجلس قيادة الثورة يدير شئون البلاد والعباد بشكل منفرد تماماً.

هذه التركة السياسية التى عطلت الإرادة الشعبية لشئون البلاد عبر المجلس التشريعى، بمعنى أن يلعب البرلمان دوره فى الرقابة والتشريع ويستطيع بآلية ديمقراطية شفافة أن يسحب الثقة أو يسقط الحكومة.

وأصبح هناك نوع من الاعتراف الضمنى أو التفاهم غير المكتوب وهو أن الحكومة، أى حكومة، هى حكومة النظام، أى نظام، وأنها بذلك تحت حماية السلطة التنفيذية القائمة، وأن أقصى ما يمكن حدوثه هو تقديم استجواب لها أو انتقادها بين الوقت والآخر، لكنها فى نهاية المطاف باقية ما دام الرئيس، أى رئيس يرضى عن أدائها.

هذا الوضع المتحجر لا يحقق أى تحسن فى أداء الحكومات المتعاقبة لأنها تعلم جيداً أنها تعمل تحت حماية النظام السياسى الحاكم، لذلك لم نسمع عن سحب ثقة أو إسقاط حكومة فى مصر منذ 64 عاماً متصلة!

منذ أسبوعين تم سحب الثقة من الحكومة التونسية من خلال تصويت فى البرلمان، وجرى تشكيل حكومة جديدة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل توجد لدينا حياة حزبية هل توجد لدينا حياة حزبية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon