توقيت القاهرة المحلي 20:21:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرئيس الفرنسى يرتدى «كرافتة» سوداء!

  مصر اليوم -

الرئيس الفرنسى يرتدى «كرافتة» سوداء

عماد الدين أديب

ارتدى الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند خلال الـ18 شهراً الماضية -بروتوكولياً- رباط العنق الأسود المخصص لإظهار الحزن والعزاء أكثر من أى لون آخر!

فى تلك الفترة عرفت فرنسا 3 أحداث كبرى رئيسية من الهجمات الإرهابية ضد المدنيين؛ أولها حادث مطبوعة «شارلى إبدو»، ثم حادث الهجوم على ملهى «الباتان كلان» ومحاولة تفجير استاد باريس الرياضى، وأخيراً الجريمة المروعة فى مدينة «نيس» بجنوب فرنسا التى راح ضحيتها حتى كتابة هذه السطور 84 قتيلاً، ووجود 50 جريحاً فى حالة خطرة ومئات المصابين بحالات طفيفة، معظمهم من كبار السن والأطفال.

وكالعادة، وللأسف الشديد، يتم التعرف على القاتل ويكتشف أنه فرنسى من أصل تونسى، مسلم مقيم فى «نيس» ويبلغ 31 عاماً.

حتى الآن لم تكتشف أجهزة الأمن الفرنسية أى علاقة مباشرة بين القاتل وأى تنظيم إسلامى إرهابى.

وتقول المعلومات إن القاتل «محمد بوهل» ليس لديه سجل إجرامى، وإن المعلومات عنه لدى أرشيف أجهزة الأمن العام الفرنسى، ولكن ليس من الشخصيات التى ترصدها أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية لأنه -حسب هذه المعلومات- لم يكن موضع أى شبهات.

هذا الحادث ستكون له عدة تداعيات لا بد من رصدها وتحليلها:

أولاً: إن توقيت الحادث تم فى احتفالات «الباستيل»، كل يوم 14 يوليو من كل عام، تعظيماً لإنجازات الثورة الفرنسية، وهو يوم فخر تاريخى للفرنسيين.

ثانياً: إن مكان الحادث هو مدينة نيس التى لديها 3 تأثيرات:

1- إنها مدينة يكثر فيها العرب من شمال أفريقيا ويتسم عمدتها بأنه ذو خلفية أمنية ومعروف تشدده فى مجال محاولات التمييز العرقى أو الدينى أو العنصرى.

2- إنها المدينة التى أقيم فيها جزء من مباريات كأس أمم أوروبا لكرة القدم منذ أيام، وكان هناك تخوف من أن تتعرض لهجمات إرهابية.

3- إن «نيس» من أهم المدن السياحية فى الصيف، وإن شارع الكورنيش الشهير فيها، الذى تم فيه الحادث المعروف باسم «منتزه الإنجليز»، هو من أكبر المقاصد السياحية لدى السياح.

ثالثاً: إن الحادث سوف يلقى بتداعيات سلبية على الأمن الخاص بالاحتفالات فى «نيس»؛ لأنه يطرح مسئولية ثقيلة عليه فى الإجابة عن عدة أسئلة أهمها: كيف دخلت شاحنة ضخمة من حواجز الاحتفال؟ وكيف سارت تطلق النار وتدهس المارة لمسافة أكثر من 2 كيلومتر ولم يتم التعرض لها إلا فى نهاية شارع الكورنيش؟

رابعاً: سوف يؤدى هذا الحادث، مرة أخرى، إلى خفض شعبية الرئيس «أولاند»، التى كانت تعانى منذ مدة من التدنى الحاد.

خامساً: سوف يؤدى هذا الحادث إلى مزيد من العداء للعرب المقيمين من أصل شمال أفريقى ولديهم جنسية فرنسية أو إقامات دائمة.

سادساً: بناء على ما سبق سوف تستفيد هارى لوبان، زعيمة التيار اليمينى المتطرف المعروفة بعدائها للمغاربة والمهاجرين والمسلمين، فى معركتها فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، وسوف تدفع بقوة وإصرار على تطبيق برنامج حزبها الداعى إلى «تحرير فرنسا» من المهاجرين.

وقد أثار هذا الحادث الرعب فى أجهزة الاستخبارات الأوروبية والأمريكية التى رأت فيه نذير خطر يضىء الضوء الأحمر لإمكانية تكرار مثل هذه الجرائم فى أراضيها.

هنا يتعين على كتابنا ومفكرينا الذين يتساءلون دائماً لماذا يكرهنا الغرب أن يعرفوا أن المرحلة المقبلة سوف تشهد عداء أكبر ضد العرب والمسلمين لمبررات معروفة وقوية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الفرنسى يرتدى «كرافتة» سوداء الرئيس الفرنسى يرتدى «كرافتة» سوداء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:00 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الفنان المصري عادل الفار داخل أحد مستشفيات القاهرة

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 08:26 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 25 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 17:22 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 07:38 2022 الخميس ,20 كانون الثاني / يناير

أشرف بن شرقي يقترب من الرحيل عن الزمالك

GMT 19:01 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كارثة في منزل رانيا فريد شوقي بسبب الأمطار
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon