توقيت القاهرة المحلي 05:19:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحث عن وظيفة

  مصر اليوم -

البحث عن وظيفة

بقلم عماد الدين أديب

بعد صلاة التراويح جلس الصحفى على قهوة شعبية فى ميدان الحسين يدخن الشيشة ويحتسى قدحاً من الشاى الممزوج بالنعناع الأخضر، وبينما هو فى حالة تأمل وتفكير اقتحم خلوته شاب ثورى متحمس واستأذن للجلوس معه ودار بينهما الحوار التالى:

الشاب: يا أستاذ، الحياة أصبحت صعبة جداً هذه الأيام.

الصحفى: كيف؟ أرجوك اشرح لى.

الشاب: ظروف المعيشة، الخدمات، الأسعار.

الصحفى: انت بتشتغل فين؟ وبتاخد كام؟

الشاب «ساخراً»: أنا خريج منذ 4 سنوات وحتى الآن لم أجد وظيفة.

الصحفى: من أى كلية تخرجت؟

الشاب: كلية التجارة قسم محاسبة.

الصحفى: هناك الكثير من الشركات الخاصة التى تبحث عن محاسبين.

الشاب: لكنهم يريدون خبرة لا تقل عن خمس سنوات.

الصحفى: وماذا تفعل الآن؟

الشاب: أنا أعيش عبئاً على والدى الذى يعمل محاسباً فى وزارة التموين، وأنت تعرف أجور الحكومة.

الصحفى: كيف تقضى يومك؟

الشاب: أجلس على مواقع الإنترنت ساهراً حتى مطلع الفجر، ثم أنام حتى الخامسة مساء، ثم أفطر وأذهب للجلوس على مقهى الحى ألعب طاولة.

الصحفى: ولماذا لم تفكر أن تعمل فى أى وظيفة مؤقتة؟

الشاب: مثل ماذا؟

الصحفى: سائق، جرسون، أى وظيفة إدارية بسيطة.

الشاب: القيادة تحتاج لرخصة، وأنا أخجل أن أعمل فى وظيفة فيها خدمة للزبائن، وبقية الوظائف تحتاج لواسطة.

الصحفى: بصراحة أنت مدلل، الشباب فى الغرب يعملون وهم فى الجامعة كى ينفقوا على مصاريف الدراسة.

الشاب: هذا صحيح لأن الغرب فيه فرص عمل، أما نحن فلا توجد لدينا فرص عمل.

الصحفى: هذا غير صحيح، هناك ندرة فى المهن الحرفية مثل السباكين والنقاشين والنجارين وموظفى السياحة والعمال الفنيين فى المصانع.

الشاب: لا توجد وظائف فى المصانع.

الصحفى: هذا غير صحيح، اتحاد الصناعات أعلن عن حاجته لعشرات الآلاف من العمال ومنحهم فرصة تدريب بمكافأة ووعدهم بالتعيين فور إنهاء التدريب، وكان الإقبال ضعيفاً.

الشاب: هل تتهمنا بأننا نشكو بلا سبب؟

الصحفى: نعم، حلم الشاب هو الجلوس على مكتب بصرف النظر عن الدخل.

الشاب: إننا نعيش فى مجتمع متناقض تماماً.

الصحفى: كيف؟

الشاب: إنه مجتمع الناس المرتاحة جداً، وهم أقلية، فى مقابل مجتمع الناس التعبانة جداً، وهؤلاء هم الأغلبية.

الصحفى: نعم، هناك تفاوت كبير فى الدخول، ولكن الفوارق لن تذوب بالشكوى وحدها، ولكن بالعمل الجاد.

الشاب: أعطنى فرصة عمل وأنا سوف أعمل.

الصحفى: لا يمكن أن تجلس على المقهى كل يوم وتلعب طاولة والوظيفة سوف تأتيك على طبق من فضة.

الشاب: أنت ظالم. أنت لا تفهم الشباب.

الصحفى: وأنت كسول ولا تفهم معنى العمل.

وافترقا وكل منهما متمسك برأيه.

أخيراً.. أستأذنكم أعزائى القراء فى راحة مؤقتة من الكتابة حتى نهاية شهر رمضان الكريم.. إلى أن أعود.. دمتم فى خير..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث عن وظيفة البحث عن وظيفة



GMT 02:11 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

خطر اليمين القادم!

GMT 01:29 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

علم المناظرات السياسية

GMT 01:35 2024 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

خطاب نصر الله

GMT 00:39 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

«لست تشرشل»!

GMT 01:10 2024 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الإدارة الجديدة لنتانياهو

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon