بقلم / عماد الدين أديب
لمصلحة مصر والعرب، أيهما أفضل أن يفوز فى السباق الرئاسى الأمريكى؟
هل من الأفضل لنا أن يفوز الحزب الجمهورى أم الحزب الديمقراطى؟
وإذا فاز الحزب الديمقراطى أيهما أفضل لنا.. أن تفوز «هيلارى» أم يفوز «ساندرز»؟
وإذا فاز الحزب الجمهورى أيهما أفضل لنا أن يفوز «ترامب» أم «كروز»؟
حتى نستطيع الإجابة علينا أولاً أن نحدد ونعرف معنى عبارة «الأفضل لنا».
إذا كنا نريد دوراً عسكرياً أمريكياً فى العراق وسوريا وليبيا واليمن فنحن بالتأكيد نتحدث عن الحزب الجمهورى المدعوم تقليدياً من «المجمع الصناعى العسكرى» الأمريكى الذى تنتعش أسهم شركاته عند ارتفاع مبيعات السلاح واندلاع الحروب الإقليمية.
إذا كنا نريد إفشال المعاهدة النووية بين إيران ودول «5+ 1» فإن الحزب الجمهورى المعترض سلفاً وعلناً على هذه الاتفاقية يكون هو الاختيار الأفضل.
أما إذا كنا نرى أن المصلحة العربية الآن هى ثنائية القطبية العالمية فى المنطقة واستمرار سياسة الكف عن التدخل التى بدأها الحزب الديمقراطى بزعامة باراك أوباما فإن فوز من يرشحه الحزب الديمقراطى هو الأفضل.
الأمر المشترك فى كل من الحزب الجمهورى والحزب الديمقراطى تجاه الشرق الأوسط هو المبادئ التالية:
1- الإيمان العميق بأن دول الجوار الأساسية، أى «تركيا، إيران، إسرائيل» هى القوى الأساسية التى يمكن الاعتماد عليها فى إدارة شئون أمن المنطقة وليس أى أطراف عربية منفردة أو مجتمعة.
2- أن هناك فقداناً للقيمة الاستراتيجية للمنطقة بانخفاض الطلب على نفط المنطقة من ناحية وتوافر المخزون الاستراتيجى لدى الغرب مع زيادة اكتشافات النفط الصخرى.
3- أن التفاعلات داخل أنظمة ومجتمعات العالم العربى معقدة ومدمرة وبالتالى شديدة الضرر والكلفة لكل من سبق له التدخل مثل التدخل الأمريكى فى العراق، والتدخل الروسى فى سوريا والتدخل الفرنسى فى الحملة الجوية ضد ليبيا القذافى.
كل هذه التدخلات كلفت أصحابها كثيراً وأثبتت أنها تدخلات فاشلة لأن طبيعة هذه المجتمعات معقدة وفوضوية مما يجعلها مثل الرمال المتحركة التى تبتلع كل من يقترب منها.
الأزمة الكبرى أن المنطقة ونخبها السياسية لا تعرف بالضبط ماذا تريد وما هو الأفضل لها وأين تكمن مصلحتها الاستراتيجية.
إن خطر عدم الفهم أفدح مائة مرة من خطر عدم القدرة.