توقيت القاهرة المحلي 19:14:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محاولة لفهم سياسة الإمارات

  مصر اليوم -

محاولة لفهم سياسة الإمارات

بقلم : عماد الدين أديب

لمن لا يفهم القواعد الحاكمة لسياسة دولة الإمارات العربية فى المنطقة، يتعين إلقاء نظرة فاحصة على الجغرافيا السياسية للدولة، ومعرفة أبعاد ملفات التوتر الإقليمى التى تحيط بالمنطقة.

وكما يقول أحد أهم أساتذة الجغرافيا السياسية فى العالم، الدكتور جمال حمدان رحمه الله، فإن «الجغرافيا هى صانعة التاريخ، وطبيعة الموقع الجغرافى والحدود الإقليمية البرية والبحرية تفرض نفسها حتماً على اتجاهات صناعة القرار السياسى».

تقع دولة الإمارات فى قلب الخليج العربى، ويحدها من الشمال والشمال الغربى، الخليج العربى، ومن الغرب السعودية، ومن الجنوب سلطنة عمان والسعودية أيضاً، ومن الشرق بحر عمان والسلطنة.

من هنا يصبح استقرار الحدود السعودية اليمنية أمراً حيوياً واستراتيجياً للأمن القومى الإماراتى، ويصبح أمن مضيق هرمز ذا أهمية عليا، لأنه يتحكم فى مرور التجارة وأكثر من ٩٠٪ من نفط دولة الإمارات، الذى يُعتبر مصدر الدخل الأساسى للبلاد.

نظرة واحدة عميقة ومتفحصة لملفات التوترات فى المنطقة كفيلة بتفسير كثير من الأمور.

انظروا إلى اليمن، يهدد الحدود الدولية السعودية.

انظروا إلى إيران، ما زالت تحتل ٣ جزر إماراتية استراتيجية وتهدد أمن الإمارات.

انظروا إلى الدور العمانى الوسيط مع إيران، مما ينذر بأنه قد يشكل جبهة رخوة فى الحدود مع الإمارات رغم كون السلطنة عضواً فى مجلس التعاون الخليجى.

انظروا إلى قطر التى ثبت بالدليل القاطع تآمرها على تمويل ودعم خلية لجماعة الإخوان المسلمين فى الإمارات.

انظروا إلى الدور القطرى - التركى فى واشنطن ولندن وباريس وبرلين فى محاولة الإساءة وتشويه صورة ومصالح الإمارات عالمياً إلى حد محاولة الاغتيال السياسى لقيادتها.

انظروا إلى ساحات المواجهة مع المصالح الإماراتية السعودية من قبَل تركيا وقطر فى السودان وليبيا وسوريا والعراق واليمن والصومال وجيبوتى.

انظروا إلى الهستيريا الإيرانية تجاه الإمارات وضد البحرين والتهديدات المستمرة لأمن المنامة وأبوظبى على مستوى التصريحات والأفعال.

لمن لا يفهم، أو لا يريد أن يفهم، السياسة الإماراتية ليست سياسة انفعالية أو عدوانية أو عاشقة للتدخل فى ملفات المنطقة، لكنها سياسة تقوم على حماية السيادة الوطنية، وتأمين الحدود، ورد العدوان، وحماية مصالح البلاد والعباد.

من هنا يعتقد صانع القرار الإماراتى أنه يتخذ «سياسة الضرورة» التى تفرضها عليه تحديات الأمر الواقع فى المنطقة، وأنه لو لم تتخذ هذه القيادة هذه المواقف الفاعلة لرد العدوان ومنع تأثير المؤامرات الخبيثة الشريرة، لكانت هذه القيادة مقصرة فى حق شعبها والتزامها الوطنى والأخلاقى تجاه مصالح بلادها.

كان من السهل نظرياً أن تتخذ قيادة الإمارات موقف المشاهد السلبى مما يحدث فى المنطقة وتكتفى ببيانات الشجب أو التأييد دون أن تحرك ساكناً، أو ترسل جندياً، أو تدفع درهماً واحداً، لكن ذلك ليس من شيم وأخلاقيات أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله.

وقد يهمك أيضًا:

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولة لفهم سياسة الإمارات محاولة لفهم سياسة الإمارات



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

أنجلينا جولي تكشف عن شعورها تجاه عملها بعد رحيل والدتها

GMT 15:48 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ليونيل ميسي يختار نجمه المفضل لجائزة الكرة الذهبية 2024

GMT 13:55 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

اتفاق رباعي علي خارطة طريق لإيصال الغاز إلي بيروت

GMT 06:11 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الشكشوكة التونسية

GMT 19:44 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل العثور على "سوبرمان هوليوود" ميتاً في صندوق

GMT 04:38 2019 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تعرفي على 9 موديلات مميزة لتزيّني بها كاحلكِ

GMT 22:22 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

مستوى رمضان صبحي يثير غضب لاسارتي في الأهلي

GMT 04:46 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

إليكِ أفكار سهلة التطبيق خاصة بديكورات المطابخ الحديثة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon