بقلم : عماد الدين أديب
المتابع لزيارة سمو أمير دولة قطر إلى الولايات المتحدة سوف يفهم رسالتين، الأولى ظاهرة للعيان، والثانية باطنة يفهمها المحلل المتابع المراقب عن قرب.
زيارة سمو الأمير تميم للوهلة الأولى تبدو عمل علاقات عامة قطرياً من طراز رفيع وباهظ، سهرت عليه 4 شركات علاقات عامة متخصصة فى التسويق السياسى بواشنطن منذ عام.
الشكل الظاهرى للزيارة هو نوع من الاحتفالية الأمريكية «بالحليف القطرى»، وتسويق للرئيس الأمريكى فى حملته الانتخابية الرئاسية، حينما يخرج للرأى العام الأمريكى ليقول لهم: «فرضت رسوماً» على الصين واليابان وكوريا الجنوبية وكندا والهند، وحصلت على صفقات مع قطر بـ85 مليار دولار.
هذا هو الظاهر، ولكن الباطن هو أن «الدوحة»، التى تشعر بأن وضعها الإقليمى يهتز، وحلفاءها فى إيران وتركيا فى خطر، وعلاقتها فى توتر عالٍ مع واشنطن، بحاجة ماسة إلى تأكيد الآتى:
1- عمق التحالف الاستراتيجى بين واشنطن والدوحة.
2- جذب واشنطن ناحية محور «قطر - تركيا»، مقابل محور «مصر - السعودية - الإمارات».
3- دور قطر فى تقديم هبات وخدمات مجانية للجيش الأمريكى ووزارة الدفاع عبر أنفاق قاعدة «العديد» ثم التوسعات الجديدة التى دفعت فيها قطر 8 مليارات عداً ونقداً، من أجل زيادة عدد الممرات الأرضية للطيران الحربى، وتوسيع مخازن الذخيرة وأماكن الإعاشة.
إنها حالة من «القلق والشعور بعدم الأمان» بسبب أوضاع المنطقة.
شركات العلاقات العامة التى تعمل مع قطر فى واشنطن نصحت الدوحة بأن عمل «صفقة القرن المالية» القطرية مع إدارة ترامب هى أفضل بوليصة تأمين لنظام الحكم فى قطر.
أزمة بعض الناس أنهم لا يقرأون التاريخ وإذا قرأوه لا يحسنون فهمه، وإذا فهموه -للأسف- يفهمونه خطأ!
على شركات الاستشارات التى تنصح قطر بأن تسأل نفسها: هل قطر كانت أو ستكون فى علاقاتها بواشنطن أهم من علاقة شاه إيران بواشنطن؟
انظروا ماذا فعل به الأمريكان وحينما مرض الشاه بالسرطان لم يوفروا له فراش علاج أو ملاذاً آمناً؟!
الأمان لا يُشترى بـ85 مليار دولار!