توقيت القاهرة المحلي 17:05:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكمة مصر فى «سد النهضة»

  مصر اليوم -

حكمة مصر فى «سد النهضة»

بقلم : عماد الدين أديب

أختلف تماماً مع الزملاء والأصوات التى ترى أن مصر تتعامل مع ملف «سد النهضة» بشكل غير سليم.

وأود أن أطرح وجهة نظرى بموضوعية، «محترماً» رأى كل من قد يخالفنى لأن المسألة هى مسألة وطنية تتعلق بشريان الحياة لكل المصريين.

من هنا لا بد أن نقول أولاً الآتى:

1 - مسألة ملف مياه النيل هى مسألة تاريخية ومعقدة بدأت مؤشراتها منذ أكثر من 40 عاماً.

أ - الوضع تتداخل فيه 3 عناصر جوهرية:

ب - اتفاق تعاقدى دولى منظم.

ج - عنصر قوة يتعلق بأن أساس الخلاف هو مع دولة المصب، بمعنى أنها - فعلياً، هى الطرف الذى يملك التحكم فى حصة المياه.

3 - الوضع الجغرافى، يجعل من إثيوبيا كهدف عسكرى استراتيجى غير ملاصق جغرافياً بمعنى أنها ليست دولة حدودية، ولا سبيل للتعامل معها بشكل عملياتى إلا من خلال قصف جوى أو قصف صاروخى أو عمل نشاط بحرى.

وخيار العمل العسكرى ممكن لكنه صعب، ومكلف وتهدده مسألة طول خطوط الإمداد والتموين والدعم بسبب المسافة الجغرافية لمسرح العمليات.

وما قامت به مصر هو استخدام كافة وسائل التعامل مع الموقف:

1 - التفاوض الثنائى مع إثيوبيا.

2 - التفاوض الثلاثى بحضور السودان.

3 - تدخل الاتحاد الأفريقى.

4 - محاولة تفعيل اتفاقية حوض النيل.

5 - اللجوء إلى إدخال لجان فنية عالمية متخصصة.

والآن يتم العمل على مستويين.. أولاً مستوى اللقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء «آبى» فى سوتشى على هامش القمة «الروسية - الأفريقية».

المستوى الثانى هو دعوة مصر لوجود «وسيط قادر» على المساعدة فى حلحلة الخلاف، وفى هذا المجال قبلت مصر فوراً مبادرة واشنطن لاستضافة جلسات حوار وتفاوض فى العاصمة الأمريكية.

ويدرك الرئيس السيسى أن أولوية مصر هى التفرغ، وإعطاء الأولوية لكافة مواردها من أجل التنمية المستدامة وحل مشكلات الاقتصاد المصرى.

ويدرك أيضاً الرجل جيداً أن هناك محاولات لجر مصر بقوة إلى استنزاف قوتها فى صراعات إقليمية وجذبها إلى حرب بحرية فى المتوسط ضد عمليات قرصنة الغاز التركية وجذبها أيضاً إلى حرب أخرى فى البحر الأحمر تجاه إثيوبيا.

إذن الرئيس السيسى يدرك ذلك منذ أن كان رئيساً لجهاز الاستخبارات العسكرية والاستطلاع، ثم وزيراً للدفاع كان همه الأول هو تسليح مصر بالعتاد اللازم لخوض أى حرب إقليمية خارج حدود مصر إذا دعت الحاجة القصوى، خاصة حينما يكون الصراع هو حماية ثرواتها فى الطاقة أو المياه أو كلتيهما.

جر مصر إلى هذه الحرب، ليس صدفة وليس عملاً بريئاً لكنه عمل ممنهج يهدف إلى تأجيل مشروع «مصر القوية» الذى نحلم به جميعاً.

من هنا ليس مصادفة أن يسعى جيش مصر إلى التسلح بطائرات «الرافال» الفرنسية متعددة المهام وذات المدى البعيد، ليس صدفة أن يتم شراء الغواصات الألمانية، وحاملتى الطائرات الفرنسية، وتدعيم سلاحى الدفاع الجوى والبحرية.

والآن تسعى مصر للحصول على الطائرة «سوخوى 35» روسية الصنع التى تعتبر واحدة من أقوى ما أنتجته ترسانة صناعة سلاح الجو العالمية.

إذن، مصر تتفاوض وتقبل بالوساطة وتحاول أن تستنفد الدبلوماسية إلى آخر مدى، وتتسلح بأقوى ترسانات السلاح التى جعلتها تقفز من المركز الـ17 إلى المركز التاسع فى ميزان التسلح العالمى.

ولعل مقولة الجنرال العبقرى «مونتجمرى» بطل معركة العلمين الشهيرة تصدق اليوم أكثر من أى وقت مضى والتى تقول: «أكثر من يدرك مخاطر الحروب هم الجنرالات».

أما المفكر العسكرى ليدل هارت فكان يقول: «بينما أنت تستعد للتفاوض استعد أيضاً للحرب».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكمة مصر فى «سد النهضة» حكمة مصر فى «سد النهضة»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 09:24 2023 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى إبراهيم تكشف كيف تظهر بصحة جيدة رغم محاربتها المرض

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات العبايات الأنيقة والعصرية هذا العام

GMT 08:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

روتين ضروري قبل النوم للحفاظ على نضارة البشرة

GMT 07:12 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مرتضى منصور يعلق على رسالة طارق حامد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon