توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما تحاول إيران تسويقه الآن

  مصر اليوم -

ما تحاول إيران تسويقه الآن

بقلم : عماد الدين أديب

لابد على المراقب الساعى إلى الفهم الموضوعى لمستقبل الصراع فى المنطقة، أن يشاهد بتعمق شديد مقابلتين للوزير جواد ظريف وسماحة السيد حسن نصر الله.

المقابلتان أذيعتا فى ليلة واحدة: الأولى أجراها جواد ظريف فى طهران مع الأستاذ غسان بن جدو فى قناة «الميادين»، والثانية أجراها سماحة السيد مع قناة «المنار».

المقابلتان تحتويان على رسالة واحدة يتم إطلاقها «ببراعة وكفاءة» لتسويق انطباعات محددة عبر فضاءات طهران وبيروت.

الرسالتان تحتويان على أهداف يكمل كل واحد منها الآخر.

مجمل الرسالة الإقليمية والدولية: «تفاوضوا معنا لرفع العقوبات لأن ثمن الحرب سيكون مدمراً».

تعالوا نحلل ماذا جاء فى كلام «ظريف ونصر الله»:

1- رسالة «ظريف» الإقليمية أن إيران ترغب ألا يذهب جيراننا إلى أى مجموعة تعادى إيران.

فى ذات الليلة قال «نصر الله»: «إنه من مصلحة السعودية والإمارات عدم الدخول فى حرب، وأننا على استعداد للحوار والتفاوض مع السعوديين لكنهم حسموا موقفهم».

ومعنى كلام «نصر الله» هو معرفة حزب الله وصول الرياض منذ 3 أعوام لعدم جدوى وجود قنوات اتصال مع الحزب على أساس أن الارتباط العضوى والمذهبى بشكل جوهرى مع طهران يجعل أى حوار غير ذى جدوى.

2- جواد ظريف أبدى إعجابه ودعمه لجولتى الحوار مع المبعوث الفرنسى، ورأى أن فى ذلك نوعاً من الاهتمام الإيجابى الأوروبى عبر فرنسا برعاية الرئيس «ماكرون».

وأبدى «ظريف» شكوكه فى قدرة «ماكرون» على إقناع «ترامب» بقبول منطق الحوار مع طهران دون ضغوط.

3- كل من ظريف ونصر الله يسعى إلى تسويق فكرة أن هناك متغيراً رئيسياً عند الأمريكان ودول المنطقة فى تجنب المواجهة العسكرية عقب ضرب مطار أبها وخط أرامكو وساحل الفجيرة وساحل عدن، وإسقاط الطائرة.

4- «وكأن إيران وحلفاءها قد انتصروا بالفعل»، ويريدون الآن الحصول على شروط المنتصر.

الخلل فى هذا التصور هو الآتى:

1- الآثار السلبية على الاقتصاد والمجتمع الإيرانى من الداخل نتيجة العقوبات.

2- معاناة كل حلفاء إيران فى المنطقة مالياً وعدم قدرتهم على تلبية احتياجات جمهورهم السياسى وتدبير أساسيات التزاماتهم الاجتماعية ووسائلهم الإعلامية.

3- وضع منظمات وأشخاص إيرانيين وحلفاء لهم فى المنطقة فى قائمة الإرهاب الدولى.

4- نتائج الخروج والتخفيض للوجود الإيرانى فى سوريا تحت ضغط صريح وواضح من روسيا.

5- إعلان واشنطن وحلفائها فى أوروبا وآسيا وكندا عن تشكيل قوة حماية بحرية وبحث تفاصيلها اللوجيستية خلال أسبوعين لضمان سلامة وحرية الملاحة فى خليج عدن ومضيق هرمز.

وجاء تصريح رئيس الأركان الأمريكى جوزيف دانفورد: «إن الولايات المتحدة تبحث مع دول صديقة تكون لديها إرادة سياسية لتشكيل قوة حماية بحرية».

شعور إيران بالقوة وحديث «نصر الله» عن أن أى طرف يتعاون مع الأمريكان ضد إيران لن يكون فى مأمن، هو جزء من عملية «تجهيز المنطقة والعالم لتسوية بشروط مشرفة للجانب الإيرانى».

كلام سماحة السيد عن وصول الصواريخ الإيرانية لكل المدن الإسرائيلية، وأن إسرائيل ستكون الهدف الأول فى أى ضربة وأن الخط الساحلى الإسرائيلى من نتانيا إلى أشدود بطول من 60 إلى 70 كم وبعمق 20 كم معرض تماماً للقصف من صواريخ حزب الله لتسويق التخويف من الحرب حتى يصبح التفاوض هو الاحتمال الوحيد الممكن.

أخطر ما جاء فى كلام جواد ظريف «دعوته لدول الخليج إلى الاعتماد والرهان على إيران لكونها الجهة القوية الموثوق بها».

مؤكداً أن «الأمريكان لا أمان لهم» وأن هناك اختلافاً جذرياً بين موقفى أبوظبى والرياض بالنسبة للصراع فى المنطقة.

هنا الأمر يستحق الرد من منظور أن كلام «ظريف» كسياسى ووزير خارجية هو كلام رجل مأزوم معزول سياسياً بعد خروج «ترامب» من الاتفاق النووى، وأن إدارة هذا الملف لدى ثلاثة هم: المرشد الأعلى، والأدميرال شامخانى، والجنرال قاسم سليمان.

ومحاولة «ظريف» إحياء فكرة قديمة لدى إيران وهى «أن الخليج الفارسى توجد فيه قوة إقليمية عظمى وحيدة هى إيران، لذلك يتعين على كل الدول المطلة على هذا الخليج أن تتبع طهران كى تحصل على الحماية منها».

وكأن السعودية والإمارات قاصرتان بلا جيوش وبلا حلفاء إقليميين وبلا معاهدات دفاع دولية.

وأستطيع أن أؤكد بالمعلومات وليس بالتحليل أنه لا يوجد أى تغيير فى تماسك التحالف الإماراتى السعودى، وأن مصدراً مطلعاً وقريباً أكد لى: «من الجنون أن نترك أشقاءنا من أجل أن نسلم رقابنا إلى الحماية الإيرانية».

سخر المصدر الخليجى رفيع المستوى وقال: «كلام ظريف شىء لا يصدقه عقل»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما تحاول إيران تسويقه الآن ما تحاول إيران تسويقه الآن



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon