لماذا يكره الرئيس التركى رجب طيب أردوغان -شخصياً- كلاً من الرئيس السيسى، والشيخ محمد بن زايد، والأمير محمد بن سلمان؟!
اليوم، نحاول فك طلاسم سر كراهية أردوغان للشيخ محمد بن زايد.
يقول دبلوماسى أوروبى كان عضواً بارزاً فى وفد للاتحاد الأوروبى يزور «أنقرة» إن الرئيس التركى يصاب بحالة من الغضب الشديد إذا استمع إلى اسم الشيخ محمد بن زايد، وإن اللقاء الذى كان مخصصاً لأسباب تأخر قبول تركيا فى عضوية الاتحاد الأوروبى تحول معظمه إلى حالة غضب وهجوم من أردوغان على الشيخ محمد، وعلى التحالف المصرى السعودى الإماراتى.
كان أردوغان منذ عام 2005 يضع عينيه ويحلم بإمكانية استمالة دولة الإمارات وقيادتها إلى توظيف أكبر قدر من استثمارات صندوقها السيادى فى تركيا والدخول فى صفقات ومشروعات طويلة الأمد تعدت فى حجمها المنفذ والمرتقب 30 مليار دولار.
كانت تركيا واحدة من أكبر الشركاء التجاريين للإمارات حيث تعدت التجارة السنوية بين البلدين ما بين 9 إلى 11 مليار دولار، وتكشف الدراسات أن تركيا عام 2008 كانت واحدة من أكبر عشرة موردين للإمارات على مدار خمس سنوات سابقة.
جُن جنون أردوغان حينما جمدت الإمارات استثماراتها فى تركيا بعدما وصلت القيادة فى أبوظبى إلى 3 نتائج مؤكدة:
1- أن تركيا هى مركز قيادة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان.
2- أن أردوغان لا يريد أن يتعامل مع الدول الأخرى من منطلق احترام كل دولة لسيادة الأخرى، ولكن من منطلق «مشروع إعادة الخلافة العثمانية» فى المنطقة.
3- أن رهان أنقرة على الدوحة هو رهان لا يفصله إلا الدم لأنه لقاء الدول التى تسعى إلى إعادة مشروع الدولة الدينية فى المنطقة.
هنا يمكن رصد 8 أسباب على الأقل للخلاف الجوهرى بين أبوظبى وأنقرة:
1- موقف أردوغان ضد ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013.
2- موقف أبوظبى الصريح الواضح القاطع مع إدارة أوباما الذى أرسل رسالة من الشيخ محمد بن زايد بأن المساس بثورة الشعب المصرى والرئيس السيسى هو تهديد للعلاقات الإماراتية- الأمريكية.
3- الخلاف الذى حدث بين دول التحالف العربى وقطر الذى أدى إلى تورط أكبر للأمن والجيش والتجارة التركية فى قطر.
4- الحرب بين «اللوبيات» وشركات التسويق السياسى التى تتحالف فيها قطر وتركيا ضد الإمارات والسعودية ومصر فى أوروبا والعالم ودور أبوظبى النشط للغاية فى الأعمال والسياسات المضادة لمواجهة هذه الأنشطة.
5- الفكرة المسيطرة على عقلية أردوغان أن الإمارات هى المحرك الرئيسى والممول الأكبر لمحاولة الانقلاب العسكرى ضد نظام أردوغان عام 2016.
6- قيام أبوظبى بمواجهات إيجابية صريحة ومباشرة ضد النشاط التركى فى إثيوبيا والسودان وليبيا وفلسطين ومصر.
7- قيام دولة الإمارات بتدعيم قوى الاعتدال فى سوريا ولبنان والسودان وليبيا بشكل إيجابى ومؤثر يتجاوز إصدار البيانات والوعود الكلامية ولكن بالسياسات والخبراء والمال والتسليح والتدريب. من ناحية أخرى تأثرت حركة التجارة التركية فى الإمارات (400 شركة منها 75 فى أبوظبى).
لقد فوجئ أردوغان بأن الشيخ محمد بن زايد يطبق سياسة إيجابية وهى سياسة المواجهة المباشرة والذهاب إلى العدو حيثما وجد بدلاً من اتخاذ موقف الانتظار السلبى لحين أن يصل إلى بيته ويهدد أمنه كما حدث فى اكتشاف الخلية الإخوانية فى الإمارات من منطلق «لن ننتظر حتى يصل سيف الإرهاب إلى رقابنا».
والأوضاع الآن فى ليبيا بالتحديد تعكس تصاعد المواجهة المباشرة بين تركيا وحلفائها والإمارات وحلفائها.
وحرب الطائرات المسيرة التركية من ناحية والإماراتية من ناحية أخرى فوق طرابلس ومحيطها العسكرى تعكس حجم هذه المواجهة.
إن تركيا التى تتبنى نظام السراج والإمارات التى تتبنى «حفتر» قد دخلتا فى مواجهة سوف تدفع أنقرة ثمنها غالياً، لأن الشيخ محمد قرر اعتبار معركة طرابلس خط الدفاع الأول ضد مشروع الإخوان المتحالف مع الإرهاب التكفيرى.
ولا يمكن تجاهل حالة الكراهية الجماعية التى تجمع أردوغان وحزبه الحاكم مع الأسرة الحاكمة فى قطر مع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان ضد دولة الإمارات التى تواجه مشروعاتهم فى كل مكان.
يشعر أردوغان بكابوس يهدده كلما نام أو استيقظ اسمه محمد بن زايد خاصة حينما يجده فى حالة تعاون وتنسيق مع مصر والسعودية.
يزداد الكابوس تأثيراً على أردوغان حينما يكتشف بالدليل أن الطائرات المسيرة التركية فى ليبيا يتم إسقاطها بواسطة الخبرة العسكرية الإماراتية!
غداً سر كراهية أردوغان لمحمد بن سلمان.