توقيت القاهرة المحلي 10:38:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المطلوب الآن: الأمل فى الأمل واليأس من اليأس

  مصر اليوم -

المطلوب الآن الأمل فى الأمل واليأس من اليأس

بقلم: عماد الدين أديب

أخطر ما يمكن أن يواجه البشرية التى انتشر بها فيروس الكورونا فى 163 دولة وأصاب 177 ألف إنسان، وأدى إلى وفاة 6600 إنسان، حتى كتابة هذه السطور، وتجاوزت خسائره المادية المباشرة وغير المباشرة 1.7 تريليون دولار للآن، هو «اليأس»!

الاقتصاد يدخل فى دورات صعود وهبوط، وخسائر البعض هى مكاسب الآخر، وكل إشكاليات البيزنس يمكن دائماً إيجاد حلول جذرية لها أو التخفيف من أضرارها، أما الإحباط واليأس والشعور بالعدمية والانهيار النفسى، فهو أكبر مليون مرة من الانهيار المالى.

ببساطة إنها أزمة مختلفة، تأخذ شكلاً جديداً، بعناصر وتبعات غير مسبوقة سوف تنتهى عاجلاً أو آجلاً بحلول دوائية، وإجراءات صحية، وتعويضات مالية حكومية لإنعاش اقتصادات الدول.

كل من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وألمانيا وفرنسا والصين واليابان وكوريا الجنوبية ومصر والسعودية وقطر والإمارات والأردن أعلنت عن حوافز مالية وإجراءات اقتصادية، ومبالغ مخصصة للتعويض عن أضرار الكورونا على الاقتصاد ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة وإنعاش الاقتصادات الوطنية.

مرة أخرى، الخوف الحقيقى ليس من هبوط البورصات أو انهيار الاقتصادات ولكن الخوف كل الخوف من هبوط الروح الوطنية وانهيار الثقة فى الأمل.

ولدى بيفرلى سيلز عبارة عبقرية تقول: «قد لا تحصل دائماً على كل ما طالبت به ولكن المؤكد أنك لن تحصل على ما لم تطالب به إلا العدوى الناقلة للأمراض».

منسوب الأمل هو الأهم، ورصيد الثقة أهم من رصيد النقد، والطاقة الإيجابية أهم من الكهرباء والبنزين والسولار.

الطاقة الإيجابية هى كلمة السر السحرية القادرة على إحداث نقلة نوعية لهذا العالم البائس اليائس الخائف المرتبك المحبط المذعور.

الطاقة الإيجابية تأتى من القراءة العميقة للتاريخ المعاصر، الذى يبين كيف نهضت الدول والحضارات من تحديات وكوارث وانتكاسات وابتلاءات عظمى.

اليابان بعد القنبلة النووية أصبحت واحداً من أهم اقتصادات العالم.

الصين فى عهد «صن يات صن» فشلت 14 مرة فى إقامة الجمهورية، ثم نجحت وأصبحت عملاقاً يُحسب حسابه.

مصر بعد هزيمة 1967 نجحت فى أكتوبر 1973 فى أن تعبر اليأس والهزيمة وتنتصر.

العالم كله اتحد وأخرج صدام حسين من الكويت بعد أول غزو كامل لأراضى دولة بالكامل من دولة أخرى بعد الحرب العالمية الثانية.

سقطت الفاشية والنازية بعد حرب كلفت البشرية 40 مليون إنسان.

انهار الاتحاد السوفيتى الحديدى بعد قتل 38 مليوناً واعتقال 25 مليوناً منذ عام 1917 حتى 1991.

عرفت البشرية نجاحات فى اكتشاف البنسلين، ولقاحات الحصبة وعلاج فيروس الكبد الوبائى والملاريا، وعرفت زراعات الأعضاء عبر الجراحة.

عرف العلم مصادر للطاقة البديلة من الهواء وتكرير المياه والإسقاط الصناعى للأمطار والرى بالتنقيط والهندسة الوراثية للحبوب والتوسع فى علوم الاستنساخ.

أعرف أن حالة عالم اليوم تبعث على مثلث من الخوف والقلق والكآبة، لكنه شعور طبيعى وأيضاً مؤقت سوف يزول مثلما زال ما هو أخطر منه قبل ذلك على مر التاريخ.

الاستسلام لا يحدث برفع الراية البيضاء فى ساحات المعارك، لكنه يبدأ بالانكسار النفسى وفقدان الأمل وضعف الإيمان والعياذ بالله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المطلوب الآن الأمل فى الأمل واليأس من اليأس المطلوب الآن الأمل فى الأمل واليأس من اليأس



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon