بقلم : عماد الدين أديب
«سامحونى» سوف أطرح سؤالاً استفزازياً فى هذا المقال!
السؤال مباشرة هو: ما فائدة تطبيق أو اعتناق الديمقراطية إذا لم تؤدِ إلى الإنجاز المؤدى لحياة أفضل للمواطنين؟
وحتى «أزيد الطين بلة» أعود وأسأل: وماذا لو أدت الديمقراطية إلى الفوضى الخلاقة أو غير الخلاقة، وإلى التفكك المجتمعى وتقسيم الأوطان؟!
من هنا يصبح السؤال: هل نحن نطبق نظاماً بصرف النظر عن نتائجه، أم اختياره وتطبيقه فى الزمان والمكان والظروف المواتية المناسبة؟
إذا كانت الديمقراطية دواء، أو عقاراً شافياً لمعظم الشعوب، فماذا يفعل المريض الذى يمكن أن يرفض جسمه هذا العقار فى هذا التوقيت؟
يقول رئيس الوزراء البريطانى الأسبق ونستون تشرشل: «الديمقراطية هى أصعب نظام للحكم، ولكن البشرية لم تخترع حتى الآن ما هو أفضل منه».
الديمقراطية، هى معانٍ كثيرة مثل: تداول السلطة، وفصل السلطات، والشعب مصدر السلطات، وحق الشعب فى الرقابة الشعبية على الحاكم، وحق المواطنين فى التعبير بحرية، والمواطنة المتساوية، وعدم التمييز، ومكافحة الفساد، وحرية الاعتقاد، وعدم التفرقة بسبب الجنس أو الدين أو العرق أو المذهب.
كل ذلك لا جدال حوله، ولا توجد بداخلى دعوى مبطنة أو ظاهرة للانتقاص منه.
ولكن.. وهنا «ولكن» هذه شديدة الصعوبة.. تحتاج بعض المراحل التاريخية للجوء إلى «التدخل الجراحى» من قبل سلطة وطنية واعية بتحديات المرحلة التاريخية، وتقوم «بفرض إصلاحات جذرية مؤلمة» لاختصار المراحل الزمنية وإنقاذ البلاد والعباد من أزمات وكوارث لا تحتمل انتظار نتائج الإصلاح الديمقراطى التى قد تأخذ سنوات وسنوات.
للأسف، وأقول للأسف، إعمار البشر أصعب من إعمار الحجر.
وفى بعض الأحيان لا تستطيع أن تترك الناس تموت جوعاً، بلا أساسيات، بلا علاج، بلا تعليم، بلا طرق، بلا إسكان، وبلا وسائل نقل حتى تؤتى مرحلة إعادة بناء الإنسان ثمارها.