توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل نكره إيران والإيرانيين؟

  مصر اليوم -

هل نكره إيران والإيرانيين

بقلم : عماد الدين أديب

للأسف الشديد، تعمق فى نفس الرأى العام الإيرانى أن العالم، وأن الغرب وأن العالم العربى، وأن السنة، لديهم «كراهية ثابتة» ضد إيران.

والدارس للتاريخ والمطلع على الحقائق والوقائع يعلم أننا كعرب ليس لدينا حالة كراهية أو شعور بالتناقض مع الشعب الإيرانى.

سياستنا مع إيران ليست مشكلة قومية عربية ضد قومية فارسية، أو مذهب سنى ضد مذهب شيعى، وليست معتدلين ضد متشددين.

إنه خلاف سياسى بالدرجة الأولى قبل أن يكون خلاف هوية، أو مذهب أو قومية.

إنه خلاف بين دولة لها نظام حكم، وهو القائم على مبدأ حكم الولى الفقيه، وهو النظام الوحيد فى العالم الذى ينص فى دستوره على هذا المبدأ من ضمن 212 نظاماً فى العالم المعاصر.

خلافنا مع نظام الحكم فى طهران، وليس مع أشقائنا الإيرانيين.

نحترم حق إيران فى أن تصبح قوة عسكرية، وأن تسلح نفسها، شريطة أن يكون هذا التسلح للدفاع الشرعى عن حدودها وليس للقيام بالمغامرات فى أراضى جيرانها.

خلافنا ليس لأن البعض فى إيران اختار المذهب الشيعى، أو أن غالبية المواطنين هناك ينتمون إلى الطائفة الشيعية الكريمة.

خلافنا أن من يحكم إيران على طريقته ورؤيته ومذهبه يريد تصدير ذلك لنا، وفرضه بالقوة بجميع أشكالها، بدءاً من «المال السياسى» إلى السلاح، وصولاً إلى السعى لقلب أنظمة الحكم.

خلافنا أن من يحكم فى طهران لا يكتفى بأن يمارس سيادته داخل حدود بلاده، لكنه يسعى إلى التدخل فى شئون الغير وعدم احترام اختيارات جيرانه.

القارئ للتاريخ يعلم أن إيران مهد مدارس الفكر والفنون، ومصدر صناعة السجاد، وتجارة اللؤلؤ، والفستق والبهارات.

لا يمكن أن نكره إيران التاريخ، والجغرافيا، والحضارة، وعلاقات التمازح الثقافى والمصاهرة والنسب، بالذات مع العراق وسوريا ودول الخليج العربى.

لا يمكن أن نكره إيران (82 مليون نسمة)، إحدى أكبر الدول الإسلامية المؤثرة فى العالم الإسلامى، وصاحبة المساحة الجغرافية رقم 18 فى جغرافية العالم؟

لا يمكن أن نكره إيران صاحبة ثانى أكبر مخزون للغاز فى العالم ورابع أكبر احتياطى للنفط العالمى.

نحن فقط نرفض تماماً أن يُفرض علينا نظام حكم من الخارج، سواء كان من طهران أو واشنطن أو أنقرة أو تل أبيب.

نحن لا نسعى لقب نظام الحكم فى إيران من الداخل أو الخارج، لأننا نؤمن بأن كل شعب هو وحده مصدر السلطات، وهو صاحب القرار فى اختيار حكامه.

نحن أمة مسالمة، نضع فى أولوياتنا إعادة النهوض الاقتصادى الغائب وليس انتظار عودة الإمام الغائب.

من حق إيران وشعبها أن تختار ما تراه لنفسها فكرياً وسياسياً ومذهبياً، شريطة ألا تحاول فرضه علينا بالقوة.

نحن لا نريد النموذج الإيرانى فى الحكم ولا فى التنمية ولا فى العلاقات الدولية، خاصة أنه نموذج لم يثبت نجاحه فى أى مجال من المجالات، بدليل الثورات الشعبية المكتومة من الشعب الإيرانى نفسه، والتى يتم قمعها بالقوة المسلحة.

نقول للأشقاء فى إيران رسالة: نحن لا نكرهكم، ولكن نكره تدخلاتكم فى شئوننا، وسنكون أسعد الناس لو جنحتم للسلم، واحترمتم سيادة وسلامة جيرانكم.

هل وصلت الرسالة؟!

رحم الله الإمام «شمس الدين التبريزى» الذى كتب: «لا يوجد فرق كبير بين الشرق والغرب، ولا بين الشمال والجنوب، فمهما كانت وجهتك فيجب أن تجعل الرحلة التى تقوم بها فى داخلك».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نكره إيران والإيرانيين هل نكره إيران والإيرانيين



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon