بقلم: عماد الدين أديب
أعلن «أنتونى فاوتشى» المستشار الأول فى فريق ترامب الطبى داخل خلية أزمة التعامل مع كورونا، فى تصريحات علنية: «أنه يعتقد أن التوصل إلى لقاح فعال وأكيد لفيروس كورونا ليس قريباً بعد، وأنه لم يتم التوصل بعد لدواء شافٍ بشكل نهائى». هذا ببساطة يعنى أن الرجل يريد أن يقول للأمريكيين والعالم 3 رسائل واضحة:
1- إذا كان الرئيس ترامب يعد الشعب الأمريكى بتحسن سريع للأوضاع بهدف سرعة تحريك الأسواق والحياة الاقتصادية، ويعيد أسلوب الحياة النشطة اليومية لأسباب تتعلق بمعركته الرئاسية، فإن الرأى الطبى العلمى غير المسيس يؤكد: «اللقاح» ليس الآن وليس قبل نهاية هذا العام.
2- أن الأدوية التى يتم استخدامها الآن للعلاج هى للسيطرة على الفيروس وتقليل فاعليته لكنها -حتى الآن- ليست الدواء النهائى الشافى.
3- أن الأمر الحاسم حتى الآن هو أن الإجراءات الاحترازية المعروفة والتقليدية هى الشىء الوحيد المتاح للبشرية لحين التوصل إلى لقاح أكيد ودواء شافٍ.
ماذا يعنى كلام أحد أهم علماء الفيروسات فى العالم، والمستشار الطبى الأول لدى الرئىس الأمريكى؟
دون تشاؤم، بواقعية شديدة على الجميع على ظهر كوكب الأرض من أفراد وهيئات وحكومات وشركات وأنظمة أن تعد نفسها لشهور لا تقل عن ستة أشهر -على الأقل- للعودة للحياة الطبيعية الآمنة.
هنا نسأل ما معيار الحياة الطبيعية الآمنة؟
ببساطة الإجابة هى: لقاح أكيد، ودواء شاف، وبروتوكول علاج ناجح متعارف عليه دولياً معتمد من كافة السلطات الطبية المحترمة. ما غير ذلك هو خداع للغير، ومحاولة شراء وقت، وبيع أوهام للجماهير البسيطة التى تحاول التعلق بقشة نجاة!
بالطبع تزداد المسألة تعقيداً إذا هاجمنا الشتاء البارد المبكر فى بداية الثلث الأخير من هذا العام ونشط الفيروس أو تحور بشكل أكثر فاعلية وأشد تعقيداً.
التفكير العملى الواقعى هو أن نعد أنفسنا معنوياً، وتعد الحكومات نفسها عملياً لسيناريو طويل صعب مكلف اجتماعياً وضار اقتصادياً ومؤلم إنسانياً، وذلك حسب ما نخلص إليه من تصريحات «فاوتشى» الذى رأس أهم مركز للمناعة فى العالم.
ختاماً يهمنى أن أحيطكم، أننى أستأذن منكم بعطلة تبدأ فى العشر الأواخر من شهر رمضان بعدها أعود بعد عطلة العيد بإذن الله.. متعكم الله بالصحة وكل عام وأنتم بخير وسلامة.