توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عظيم احترامنا لبابا الفاتيكان

  مصر اليوم -

عظيم احترامنا لبابا الفاتيكان

بقلم : عماد الدين أديب

لم أفهم حتى الآن، لماذا يشتم العرب بعضهم البعض حينما يختلفون فى أمر ما أو حول قضية بعينها؟

نشتم بعضنا البعض فى الخلاف على محبة وتشجيع فريق كرة قدم.

ونشتم بعضنا البعض لأسباب دينية أو مذهبية أو طائفية.

ونشتم ونسب بعضنا البعض لأسباب لها علاقة بالعرق أو اللون أو العائلة.

نشتم بعضنا البعض لأن هذه «امرأة» أو «حرمة» أعزك الله، أو نلقى الكلمة بتخابث حينما نقول «هذه مطلقة» أو «ما زالت غير متزوجة حتى الآن» وكأن ذلك -عفواً- نوع من الخبث الإنسانى أو السقوط الأخلاقى.

نشتم بعضنا البعض لخلاف حول زعيم سياسى أو حزب أو ميليشيا أو جماعة، ونوغل فى الاغتيال المعنوى لمن يخالفنا الرأى حتى نشكك فى وطنيته ونتهمه بالعمالة والخيانة وبيع البلاد والعباد.

والتعريف النفسى للسباب والشتائم هو أنه يعكس حالة من الشعور الداخلى بعدم الثقة فى النفس، لذلك نمارس العدوان اللفظى على الغير، ونسعى لاغتياله معنوياً حتى يبدو قزماً ونبدو نحن عمالقة أمامه.

هذه الحالة هى آفة عظمى من آفات العقل العربى الذى يصل بها إلى أعلى درجات «العنف اللفظى».

والعنف اللفظى حينما يصل إلى أعلى درجات انحطاطه ينتهى -كما علَّمنا التاريخ- إلى عنف دموى مادى مدفوعاً بمخزون هائل من كراهية النفس أولاً، وكراهية الآخرين ثانياً.

العنف حينما يصل إلى حالة الضغط على الزناد وإطلاق الرصاصة هو قرار عقلى - نفسى قبل أى شىء آخر.

ويجب ألا يخجل عالمنا العربى من أن يعترف أنه صاحب أعلى معدلات من الأمراض النفسية الأصيلة التى تتصف بالكراهية ورفض أى آخر يختلف عنا، ورفض الحوار بهدف التفاهم والتفهم لموقف من يخالفنا الرأى.

نحن أمة لديها اعتقاد راسخ أنها تملك وحدها «توكيل الصواب الحصرى» فى هذا الكون.

نحن أمة تؤمن أنها وحدها هى التى لديها تاريخ، ودين، وعقل، وجغرافيا، وكأن فى البدء كان العالم العربى، ومنذ ذلك التاريخ لا يوجد أى شىء آخر.

نحن لا نبذل جهداً للفهم والتفهم والتواصل ومحاولة التعرف على «الرؤى المختلفة» و«المصالح المضادة» والتراكم الثقافى المغاير لنا.

نحن نريد أن يكون العالم كله كما نريد، ولا نريد أن نبذل أدنى جهد للتأقلم والتكيف والانخراط فيه مع المحافظة على ثوابتنا الأساسية.

كما يقول الفيلسوف المفكر «جان بول سارتر»: «بعضنا يعتقد أن الجحيم هو الآخر».

«يا ستار» الآخر هو الجحيم، هذه هى حقيقة العرب المؤلمة.

منذ أيام أذاعت الكنيسة الكاثوليكية فى الفاتيكان شريطاً يقوم فيه الرجل العظيم قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان بتقبيل أقدام وأحذية ممثلى جنوب السودان الذين دفعت عائلاتهم قتلى وجرحى وسبايا فى الحرب الأهلية، طالباً لقتلاهم الرحمة ولجرحاهم السلامة، وطالباً منهم المغفرة لأن أحداً -وهو منهم- لم يقدر على منع الجريمة أو نجدتهم وقتها.

ورغم أن البابا غير مسئول مسئولية مباشرة عن هذه الجريمة، إلا أن حسه الإنسانى المرهف وضميره الإيمانى العميق جعله يشعر بالتعاطف إلى حد الشعور بالذنب عن جريمة لا علاقة له بها.

يا له من زمن يقتل فيه «قابيل»، «هابيل» بينما هناك من يقبل أقدام وأحذية الآخرين طلباً للصفح عن جريمة ليس مسئولاً بأى شكل عنها. من قال إن هذا عالم عادل أو منطقى؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عظيم احترامنا لبابا الفاتيكان عظيم احترامنا لبابا الفاتيكان



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon