توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران: «أن تخسر أو تخسر»!

  مصر اليوم -

إيران «أن تخسر أو تخسر»

بقلم : عماد الدين أديب

دعوة وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو إلى استعداده لزيارة إيران ومخاطبة الرأى العام الإيرانى بشكل مباشر، كما يتاح ذلك لنظيره الإيرانى جواد ظريف حينما يزور نيويورك، يجب التوقف أمامها بتأمل وتعمق شديدين.

دعوة بومبيو يجب النظر إليها كجزء من حرب «التسويق السياسى»، فى ظل احتدام حالة الصراع بين واشنطن وطهران.

فى مثل هذه الصراعات، يحاول كل طرف توظيف واستغلال كل الأدوات والرسائل واتباع كافة الإمكانيات لتقوية «حجته السياسية» ولإضعاف المركز السياسى، وبالتالى إضعاف المركز التفاوضى لخصمه أو عدوه.

فى الحالة الأمريكية - الإيرانية نحن أمام احتمالين:

الأول أن هدف الصراع هو الوصول إلى أفضل وضع تفاوضى يستطيع فيه كل طرف أن تكون له فيه اليد العليا، ويكون الطرف الآخر فى أضعف حالاته، فيكون الناتج النهائى للتسوية، ليس لمصالحه.

الاحتمال الثانى: أن يكون الهدف هو الوصول إلى حالة صدام عسكرى واسع أو محدود، بهدف دخول المفاوضات بعدما يكون قد تم تجريد الخصم أو العدو من أهم قواه العسكرية.

وتعمل مراكز الأبحاث المتعاونة مع وزيرة الخارجية الأمريكية على تقديم المشورة واقتراح البدائل، التى يمكن أن تحرج وتضعف الطرف الإيرانى أمام المجتمع الدولى وفى الداخل الإيرانى.

الرهان الأمريكى هو استمرار الضغط اللانهائى على إيران من الخارج بهدف إحداث انهيارات فى الداخل الإيرانى.

الرهان الأمريكى على انهيار الاقتصاد وإضعاف «التومان» (العملة الوطنية)، وتأجيل مشروعات الرعاية الاجتماعية، وإيقاف خط تمويل حلفاء إيران فى المنطقة، وتحويل حياة المجتمع الإيرانى إلى «جحيم يستحيل تحمله».

يعرف «بومبيو» أن أكثر من ثلثى التركيبة السكانية الإيرانية تحت سن الثلاثين.

ويعرف «بومبيو» أيضاً أن هناك خلافاً فى الثقافة الوطنية بين فكر الحوزة الدينية والحرس الثورى وأحزاب التشدد المحافظة من ناحية، وشرائح الشباب والمثقفين المعتدلين والطبقات العمرية والاجتماعية التواقة إلى ثقافة الغرب وممارسة سلوكيات المجتمع الاستهلاكى السائدة فى العالم من ناحية أخرى.

ولن يكون الشباب الإيرانى أكثر حصانة ومناعة عن التأثر بثقافة الغرب، من شباب الاتحاد السوفيتى القديم، أو شباب أوروبا الشرقية بعد سقوط جدار برلين، أو شباب الصين عقب الانفتاح.

هذا الرهان على أن يؤدى ضغط العقوبات إلى انهيار تماسك الداخل الإيرانى هو الرهان الأول لدى الخارجية الأمريكية.

هنا يصبح أمام إيران الآن أن ترفض زيارة «بومبيو» وتقطع جسر التفاوض المباشر الذى يمكن أن يتم على ساحة الملعب الإيرانى، أو أن تقبل بالمبادرة الأمريكية، وتوجه الدعوة إلى بومبيو، فتدخل فى مخاطرة ماذا ستفعل بالرجل إذا ما طلب إلقاء كلمة فى جامعة طهران، أو زيارة مركز أبحاث، أو عمل حوار تليفزيونى مباشر يتوجه به للرأى العام؟.

احتمالات إيران فى هذه الجولة من الصراع إما أن تخسر أو أن تخسر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران «أن تخسر أو تخسر» إيران «أن تخسر أو تخسر»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon